مبارك لتونس .. مبارك للصحافة التقدمية المستقلة
بقلم: د أيمن أبو الشعر:
- المحكمة في تونس ترفض النظر في القضية المرفوعة ضد الدكتور الإعلامي وليد الميجري.. ما يعني براءته وإسقاط الحكم السابق بالسجن.
وصلتني من الصديق الدكتور وليد ميجري رسالة صوتية، يبلغني فيها أن المحكمة قررت عدم النظر في الدعوى المقامة ضده والتي حكمت بسجنه لمدة عام كامل بتهمة بعض التجاوزات في كتاباته الصحفية، تلك الكتابات فهم منها بعض كتبة التقارير مساساً ببعض الشخصيات الرسمية كما يبدو.

الرائع في رسالة الدكتور وليد ميجري أنه اعتبرها بداية انفراج عموماً في تونس، بمعنى وجود خطوات إيجابية تتنامى، فالعادة سواء في تونس أو غيرها أن تقر المحاكم المختصة الحكم على الكاتب الصحفي أو السياسي ليكون درساً لغيره كما هو متعارف عليه، لكن قرار المحكمة يعطي درساً معاكساً للوشاة وكتبة التقارير الكيدية، التي تقصد الإساءة تحديداً للشخصيات المؤثرة، وخاصة في المجال الإعلامي الذي يعتبر السلطة الرابعة لمدى تأثيره على الرأي العام.
بهذا الحكم تعلن المحكمة عمليا براءة الدكتور وليد الميجري، الأستاذ الجامعي ومؤسس مجلة الكتيبة الإعلامية، ما يعني رد كيد الحاقدين إلى نحورهم من جهة، ومن جهة ثانية إسقاط الحكم الغيابي الذي أُقر أساساً دون دعوة الدكتور وليد أو التحقيق معه والتأكد من مدى صحة أو عدم صحة التقارير الكيدية.
ويأمل الدكتور وليد ألا تستنهض النيابة العامة المسألة من جديد، وهو مع ذلك مستعد بكل رباطة جأش للتعامل مع أية سيناريوهات، لكنه يعتبر قرار المحكمة هذا مؤشراً جميلاً وفأل خير، الأمر الذي لاقى تجاوباً ترحيبياً في مختلف الأوساط الثقافية والإعلامية والشعبية في تونس.
أذكّر هنا بأن صحيفة (النور) شاركت منذ البداية في الحملة التي اتسع مداها مطالبة بالحرية للأستاذ الجامعي والصحفي الدكتور وليد ميجري، ونشرت مقالتي عنه في عددها 1117 بتاريخ 31 تموز تضامناً مع الحملة الهائلة التي انتشرت حينذاك للكف عن ملاحقة الدكتور وليد، أحد أهم الصحفيين التقدميين في تونس والعالم العربي.
بهذه المناسبة، أسرة تحرير (النور) تتوجه بالتهنئة القلبية للدكتور وليد ميجري، مؤسس ومدير مجلة الكتيبة الإعلامية، التي تصدر باللغات الثلاث العربية والفرنسية، والإنكليزية، وإلى كادرها متمنين لهم جميعا دوام التألق، ومزيداً من المداد لأقلامهم الشجاعة الحرة، والعطاء التقدمي المميز.