نقاء
محمد أنجيلة:
يولد الإنسان صفحة بيضاء، فهو لم يختر لونه، أو دينه، أو جنسه، أو قوميته أو عشيرته.
الإنسان وقدره، لكن الحياة وصراعاتها تضيف أشياء هي نتاج صراعات البشر والمصالح المشتركة أو المتناقضة.. وهنا تأخذ مجريات الحياة لترسم طرقاً وعرة أو يسيرة للإنسان.
لكن، لماذا تسلّط الإنسان الأبيض في بعض الأماكن من الكرة الأرضية ومارس عنصرية بغيضة ضد الإنسان الأسود، ضد الهنود الحمر، ضد الشعوب الأخرى؟
إنه الاستغلال والرأسمال والاحتكار واستخدام اليد العاملة الرخيصة.
هنا نذكر أن الرق والعبودية وتجارة الرقيق الأبيض قديمة جدّاً.
كلنا نذكر قصة عنترة.. ذلك الفارس المغوار الذي رفض والده الاعتراف به، لأن أمّه أَمَةٌ سوداء اسمها زبيبة.
ورفضوا تزويجه عبلة البيضاء.
ما يهمّنا في موضوعنا أن الإنسان هو من يظلم أخاه الإنسان ويستغلّه ويعيّره بنسبه أو لونه …الخ.
لكن التطور الإنساني المعرفي ليس محصوراً بلونٍ معيّن، أو فئة معينة، في حال توافر مقتضيات المعرفة والعلم.
فالعلم والمعرفة كفيلان بالقضاء على التمايز والفوارق الشكلية.
فاللون ليس مقياساً حضارياً ولا معرفياً ولا إنسانياً.
ولا ننسى دور الدولة والمدرسة، في ترسيخ القيم الأخلاقية وقيم التسامح والتعايش، ونبذ أفكار التطرف والعنصرية بين مكونات المجتمع.
لذلك يعتمد بناء الدولة الحديثة المدنية على كل الشرائح الإثنية وعلى المواطنة بالدرجة الأولى، دون النظر إلى المكوّن الطائفي أو المذهبي، فالجميع مواطنون تحت سقف القانون والدستور دون تمييز: لا عرقي، ولا ديني، ولا مذهبي، ولا غير ذلك.