الولايات المتحدة هي الدولة الإرهابية الأولى في العالم
تزعم الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تحارب الإرهاب، مدعية أن هذا الإرهاب يشكل خطراً على أمنها القومي، وفي الوقت الحالي تشتد الحملة الأمريكية على إيران في سياق المحاولات الأمريكية للتنصل من الاتفاق النووي مع إيران، مع الادعاءات الكاذبة بأن إيران تدعم الإرهاب في المنطقة وتتدخل في شؤون دولها.. كل هذا في الوقت الذي يعرف فيه الكثيرون أن الإرهاب أوجدته الولايات المتحدة الأمريكية لاستخدامه في تحقيق مصالحها، بدءاً من تنظيم القاعدة في أفغانستان الذي شكلته بالتنسيق مع السعودية وغيرها لإخراج السوفييت منها والذين كانوا يدعمون ثورة هناك، وفي وقت لاحق أوجدت تنظيم داعش لاستخدامه في المنطقة مع منظمات إرهابية أخرى تفرعت عنه مثل تنظيم النصرة وما لف لفّه.
وخير دليل على ذلك ما يجري في سورية والعراق وليبيا وغيرها، وخاصة في سورية، إذ اتضح بشكل جلي دعم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لداعش على الأرض السورية، سواء كان ذلك في جبل الثردة أو في تدمر أو في التنف أو في التسلل مؤخراً إلى القريتين أو في نقل قيادات داعشية إلى أماكن آمنة.
إذا عدنا قليلاً إلى الوراء نجد أن الولايات المتحدة لها سجل حافل في إيجاد الإرهاب ودعمه، فهي التي زرعت الإرهاب ودعمته في أنغولا ونيكارغوا وكوبا.
في أنغولا قدمت الدعم لجيش (سافيمبي)، و(سافيمبي) هذا هُزم في انتخابات حرة، وهو الوحش الذي جلبت شهوته للسلطة البؤس المريع لشعبه وبلاده.
وفي كوبا أطلق الأمريكيون حملات قاتلة ضدها حتى كادت أن تؤدي إلى غزوها، لولا قيام الزعيم السوفييتي خروتشوف بوضع الصواريخ فيها، ما هدّد آنذاك باندلاع حرب عالمية.. تلا ذلك فرضُ الحصار التجاري والمالي والاقتصادي على كوبا.
أما نيكاراغوا فهي الضحية المنسية من ضحايا الولايات المتحدة الأمريكية، مع أن محكمة العدل الدولية أدانت حرب الرئيس الأمريكي دونالد ريغان الإرهابية ضد نيكاراغوا، ولكن واشنطن استمرت بهذه الحرب، واعترضت على قرارات مجلس الأمن الدولي التي دعت إلى احترام القانون الدولي وسيادة الدول.
إلى جانب ما تقدم، هناك حروب لأمريكا الوسطى في الثمانينيات لا تعد ولا تحصى، حيث كانت تسلح وتمول عملاءها للقيام بانقلابات عسكرية.
وشكلت الولايات المتحدة ملاذاً آمناً لرجال هتلر، حسب كتاب جديد نشر مؤخراً للكاتب الأمريكي إيريك ليتشبلو، يتناول بالوثائق العلاقات السرية التي رعتها الحكومات الأمريكية مع مجرمي الحرب النازيين، فقد استقدمتهم وشكلت منهم مجموعات أمنية تستهدف قوات الاتحاد السوفييتي السابق، وكان مركزها ألمانيا الغربية، وقد سمي المشروع الأمريكي لاستيعاب الضباط النازيين بـ(دبوس الورق)، وكان عبارة عن برنامج سري متكامل لتجنيد الضباط والعملاء النازيين في مراكز أبحاث سلاح الجو الأمريكي، وفي المخابرات المركزية ومصانع العقاقير السامة والسلاح وغيرها.
هذا غيض من فيض من الإرهاب الأمريكي عبر التاريخ حتى يومنا هذا، فمن هذا الذي يدعم الإرهاب، واشنطن أم طهران؟ الإجابة واضحة ولا تحتاج إلى الكثير من التمحيص والتدقيق.
الاستراتيجية الأمريكية قامت دائماً على ضرورة خلق (عدو وهمي)، سابقاً كان الاتحاد السوفييتي والخطر الشيوعي، الآن روسيا الاتحادية وإيران، علماً بأن روسيا وإيران وحتى الاتحاد السوفييتي السباق لم يهاجموا أي بلد أو يحتلوه تحت ذرائع واهية كما فعلت أمريكا في العراق وأفغانستان وحتى في سورية (أقامت عدة قواعد لها لمساعدة داعش وغيرها).
باختصار الولايات المتحدة هي أم الإرهاب وأبوه وأصله في العالم كله، ثم إن الأمن القومي الأمريكي لم يكن مهدداً كما تزعم الأبواق الأمريكية، يوماً من الأيام، بل هو محصن من أي تهديد عسكري منذ الحرب العالمية الثانية، وبالتالي فإن كذبة الأمن القومي الأمريكي المهدد ما هي إلا ذريعة لزيادة الإنفاق العسكري لاستخدامه في التدخل في شؤون الدول هنا وهناك.