عفرين
(النور) – خاص:
تجري في عفرين مشاريع خطيرة جداً، وخاصة المتعلقة بالجانب الاستراتيجي والتمثيلي والمصيري، وهي تشهد تصعيداً وتسوء أوضاعها كل يوم أكثر من السابق، وباتت تهدد إرادة ومصير ومستقبل عفرين كمنطقة كردية سورية.
فبعد أن نجحت تركيا في تثبيت أغلبية عربية وتركمانية في عفرين، على حساب السكان الأصليين الذين جرى تهجيرهم قسراً ومنع عودتهم إلى ديارهم وأملاكهم، وبعد تثبيت أقدام المرتزقة وسيطرتهم الكاملة على مفاصل السلطة والاقتصاد والإدارة والأمن وحتى التمثيل السياسي لعفرين، أدارت تركيا سياستها تجاه تثبيت التغيير الديمغرافي ببناء 18 مستوطنة موزعة في قرى وبلدات منطقة عفرين، وهذا بحد ذاته يعني تحويل الهندسة الديمغرافية إلى واقع نهائي ودائم. تحولت تركيا بتركيزها جزئياً من الاعتقالات والخطف والنصب، بالرغم من أنها مستمرة بشكل ممنهج وأحياناً بالخفاء دون إعلان، تحولت إلى بناء المستوطنات والمشاريع ذات البعد السياسي، لقطع أيّ أمل بعودة المواطنين إلى عفرين، وبالتالي منع عودة مهجري الغوطة الشرقية وغيرهم إلى مناطقهم، والعمل على خلق هيكليات إدارية وأمنية واقتصادية وسياسية ومدنية شكلية على مستوى المنظمات والمجالس والوجهاء، بحيث يتحول التمثيل الكردي العفريني إلى مجرد زينة وأمر شكلي ليس أكثر للمحاججة به أمام الرأي العام بأن هناك وجود للعفريني الكردي في هذه الأطر التابعة للاحتلال التركي، ومنذ شهر تم افتتاح مستوطة (بسمة) بحضور ممثلي الاحتلال التركي ومرتزقته.
تقع هذه المستوطنة جنوب قرية (شاديرة)، وفي البداية تم الاستيلاء على بيوت وأملاك سكان القرية الذين كان عددهم 500 عائلة، ثم جرى الاستيلاء على مساحة 10 دونمات من الأراضي الزراعية جنوب القرية وهي تعود لعدة مواطنين، وجرى بناء قرية بسمة الاستيطانية التي قامت جمعية الأيادي البيضاء ببنائها بدعم وتمويل من جمعية التنمية الكويتية.
وهذا نموذج لبناء المستوطنات في منطقة عفرين، التي يقوم بها المحتل التركي ومرتزقته.