هل سيصبح التعليم في الجامعات الخاصة حصراً للمواطن الغني الاستثنائي.. كالبندورة؟!
ريم سويقات:
عزيزي القارئ.. ربما هذا ما سيصبح عليه التعليم في القريب العاجل في الجامعات السورية الخاصة، في حال طُبِّق ما يجري دراسته حالياً في وزارة التعليم العالي، بإمكانية رفع أقساط الجامعات الخاصة في نهاية العام الدراسي الحالي.
فقد صرح معاون وزير التعليم العالي الدكتور عبد اللطيف هنانو في الآيام القليلة الماضية: (ان امكانية رفع الأقساط سيكون للحفاظ على جودة التعليم والخدمات التي تقدمها هذه الجامعات، لتعويض ما تتحمله من تكاليف، وإن لجنة الجامعات الخاصة تقدمت بمقترح لتعديل الاقساط، منتظرة أن يُقرّ من قبل مجلس التعليم العالي، على الرغم من أن الجامعات السورية الخاصة تستطيع رفع الرسوم التي تفرض على الطلاب الجدد، لمواجهة التضخم بشكل جزئي، لكن بمجرد أن يسجل الطالب لا يعود بإمكانها زيادة الرسوم في السنوات التالية …).
عزيزي القارئ، ما زال مجهولاً نسبة رفع الأقساط، رغم تأكيد هنانو على أن يتم رفعها بشكل منطقي وموضوعي. من يا ترى سيكون قادراً على دفعها للتسجيل بها؟ لربما يوجد بين المواطنين الأغنياء في بلدنا تصنيفات أيضاً، كالغني والغني جداً والغني الاستثنائي، إذ بإمكان الأخير أن يسجل أبناءه في الجامعات الخاصة مهما زادت أقساطها.
إن رفع الأقساط لم يقتصر على الجامعات الخاصة فقط، فرفع الرسوم أصاب التعليم الموازي أيضاً، وإذا كان المواطن الغني الاستثنائي قادراً على دفع الأقساط، هل بإمكان أبناء الطبقة الفقيرة والعادية تحمّل دفع مبالغ إضافية جديدة، إذ يجب على الطالب الذي استنفد سنواته الدراسية في التعليم المفتوح أن يدفع لقاء المادة التي سيعيد تقديمها مبلغ ٣٠ ألف ل. س، وانتقلت عدوى رفع الرسوم إلى الجامعات الافتراضية أيضاً، إذ يجب على الطالب أن يدفع مبلغ ٢٥ ألف ل. س عندما يمتحن في مادة واحدة فقط. بعد أن كان يدفع ما يقارب ١٧ ألف ل. س.
أيها السادة!
إذا كان المسؤولون يدرسون إمكانية رفع الاقساط وإقرارهم لرفع الرسوم الجامعية، بهدف رفع جودة التعليم، لماذا لم يدرسوا أولاً إمكانية تحسين الوضع المعيشي للطلبة ولعائلاتهم حتى يتمكن الطالب من دفع أقساطه التعليمية، إذ يجب، قبل التفكير في الأهداف والأسباب لإقرار أي زيادة في الرسوم، التفكير بدراسة الإمكانيات المتوافرة لتحقيقه، إذا كان طبعاً ما ترمي إليه الوزارة هو تحقيق جودة التعليم وإفادة الطلاب جميعهم على حدّ سواء.
دام عزّكم، أيّها السادة، ما رأيكم!؟