لا لحظر الحزب الشيوعي الأوكراني
قضت المحكمة الإدارية لمحافظة كييف في 16 كانون الأول بحظر أنشطة الحزب الشيوعي الأوكراني في كل أنحاء البلاد.. نقف مع أعضاء الحزب الشيوعي الأوكراني ومع جميع الشيوعيين الأوكرانيين وأعداء الفاشية في نضالهم ضد النظام اليميني المتطرف المدعوم من الولايات المتحدة. كان حكم المحكمة قراراً متخذاً سلفاً، ولكنه يعزز دور أوكرانيا مختبراً لنمو القمع السياسي والعناصر الفاشية العنيفة وإيديولوجية العداء للشيوعية في أوربا تحت الإرشاد اليقظ لصندوق النقد الدولي ومنظمة حلف شمال الأطلسي والإمبريالية الأمريكية.
أعلن قائد الحزب الشيوعي الأوكراني بترو سيمونينكو أن حزبه سيستأنف قرار المحكمة إلى المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان.
ليس مصادفة أن القرار جاء بعد أيام فقط من الزيارة رفيعة المستوى التي قام بها للمرة الرابعة إلى كييف في 7-8 كانون الأول نائب رئيس الولايات المتحدة جو باين، فقد تكلم أمام البرلمان. منذ انقلاب شباط 2014 الذي أطاح بحكومة فكتوريا نوكوفتيش المنتخبة شرعياً. يطّلع بايدن بدور الحاكم الاستعماري، يقدم الأموال ويتحدث عن الأهداف ويعطي الأوامر للطغمة بقيادة الرئيس الأوليغاركي بترو بوروشنكو ورئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك.
جاءت زيارة بايدن والحظر ضد الشيوعيين في سياق عدوان كييف المتزايد ضد جمهوريتي الدونباس الشعبيتين المستقلتين اللتين يبدي شعبهما مقاومة بطولية في مواجهة قصف المدنيين والحصار الاقتصادي والعزلة الدولية.
حظر الحزب الشيوعي الأوكراني هجوم على جميع الشيوعيين والاشتراكيين وأعداء الفاشية، وكل شخص يتجرأ على التكلم جهاراً ضد النظام.. نذكر هنا لائحة طويلة من الجرائم المرتكبة ضد اليسار في أوكرانيا، ومن ضمنها مجزرة 48 شخصاً في بيت النقابات في أوديسا في 2 أيار ،2014 والهجمات العنيفة ضد الحزب الشيوعي الأوكراني ومسيرات المعارضة واحتجاجاتها، وذلك ضد المسنين والمحاربين القدماء، واعتقال مئات النشطاء والصحفيين واختطافهم واختفائهم، والحظر الفعلي- تحت تهديد الموت أو السجن- للمنظمة الماركسية الثورية اتحاد بوروتبا (النضال) الذي اضطر أعضاؤه إلى الاغتراب أو العمل السري، وجماعات ماركسية أخرى، وحظر علم النصر والرموز الشيوعية في الذكرى السبعين لانتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في 9 أيار ،2015 كما أن النظام رفع إلى مستوى أبطال وطنيين ستيبان بانديرا وخونة فاشيين آخرين تعاونوا مع هتلر وارتكبوا فظاعات ضد الشعب الأوكراني.
وتوجد بالطبع الحرب اللاشرعية والإجرامية والاستئصالية ضد السكان متعددي القوميات، وبالدرجة الأولى الناطقين بالروسية، في منطقة مناجم الدونباس الذين رفضوا الإذعان لنظام أبلس العمال والناطقين بالروسية الذين صوّتوا لصالح الاستقلال في استفتاء ديمقراطي في أيار ،2014 ليؤسسوا جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
كلفت الحرب الممولة والمسلحة من قبل الولايات المتحدة ضد الدونباس تسعة آلاف إنسان حياتهم، على الأقل حتى الآن، وفقاً لآخر تقرير للأمم المتحدة، وتصاعدت من جديد في شهر كانون الأول جرائم الجيش الأوكراني و(المتطوعين) الفاشيين في الوقت الذي تواصل فيه الطغمة تعزيز القوة العسكرية من أجل حرب الغزو في تحد لاتفاقية مينسك بشأن وقف إطلاق النار.
انصياعاً لإملاءات وول ستريت، ترغب إدارة أوباما والسيناتور جون ماكين وقادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري، متحدين، إقامة موطئ قدم عسكري على الحدود الغربية لروسيا من أجل تعزيز هيمنتهم على المنطقة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.
وتقدم الأحداث في أوكرانيا أيضاً دليلاً آخر على اعتماد الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة على الحركات من النوع الفاشي، للحفاظ على دورها وسط أزمة اقتصادية عالمية متعمقة من حملة (السيد الأبيض) دونالد ترامب الانتخابية الرئاسية، والإرهاب الشرطي ضد الملونين في الولايات المتحدة إلى القوى اليمينية المتطرفة في سورية وفنزويلا.
وفي الوقت الذي تتركز فيه أنظار العالم على الحرب في سورية والشرق الأوسط، تستهدف خطة الولايات المتحدة لـ(تغيير النظام) روسيا أيضاً. لتخرج الإمبراطورية الأمريكية من أوكرانيا، ولترفع أيديها عن الحزب الشيوعي الأوكراني، وجمهوريتي الدونباس وكل القوى المناهضة للفاشية!