المؤتمر الخامس عشر للحزب الشيوعي الروسي
نمر لقناة «روسيا اليوم»: تغيير الأسلوب الأمريكي لمعالجة الأزمة السورية تكتيكي هدفه التبرؤ من تهم دعم الإرهاب
عقد الحزب الشيوعي الروسي مؤتمره الخامس عشر، يومي 23 و24/2/،2013 بحضور ممثلي 95 حزباً شيوعياً وعمالياً، وشارك في أعماله أكثر من 300 مندوب و700 ضيف. ومثّل حزبنا الشيوعي السوري (الموحد) الرفيق حنين نمر، الأمين العام للحزب.
وألقى الرفيق غينادي زوغانوف، رئيس الحزب الشيوعي الروسي، تقريراً سياسياً في المؤتمر، حذر فيه من مغبة التدخل العسكري الغربي في الشؤون الداخلية للدول. وأكد أن منطقة الشرق الأوسط تقع على مقربة مباشرة من حدود روسيا الاتحادية، وما يسمى الربيع العربي ترافق مع التدخل الأجنبي في شؤون مصر وتونس والبحرين واليمن، وتحولت ليبيا التي كانت مزدهرة يوماً ما إلى ساحة للمجرمين وقطاع الطرق. ولا يكفون عن محاولات تفجير الوضع في سورية إذ تقوم عصابات المرتزقة بارتكاب أعمال الإرهاب وخلق الفوضى بانتظار تدخل الغرب المباشر في شؤون سورية الداخلية.
وأضاف زوغانوف أن إسرائيل لا تزال تشكل على مدى ستة عقود مصدراً للتوتر المتواصل والحروب في الشرق الأوسط. وهي تواصل تجاهل قرارات الأمم المتحدة حول وقف احتلال الأراضي العربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. مشيراً إلى أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الأخير وضع المنطقة مرة أخرى على حافة حرب دموية.
وأوضح زوغانوف أن الولايات المتحدة والبلدان الغربية تعمد إلى تصعيد الوضع المحيط بإيران، وهناك أيضاً خطر امتداد العدوان من أفغانستان ليشمل باكستان. كما أن وجود قواعد عسكرية لحلف الناتو في طاجيكستان وقيرغيزيا يزيد من خطر التهديد الكامن لروسيا والصين ويخلق مقدمات للتدخل في شؤون شعوب آسيا الوسطى وكازاخستان.
وأشار زوغانوف إلى فشل الرأسمالية الذي يتجلى في نزعتها العدوانية على الحلبة العالمية، إذ تجري عسكرة العلاقات الدولية، مستغرباً عدم تخفيض بلدان حلف الناتو ميزانياتها العسكرية رغم الأزمة المالية الشديدة التي تعصف بها، ومواصلتها تصميم وصنع صنوف وأنواع جديدة من الأسلحة، وتوسيع قواعدها العسكرية في جميع أنحاء العالم. وحذر في هذا الإطار من الخطر الكبير الذي تنطوي عليه الدرع الصاروخية الأمريكية ومحاولات تقويض التوازن النووي الاستراتيجي على المستوى الكوني الشامل.
وقال رئيس الحزب الشيوعي الروسي: إن السياسة التي يمارسها الاتحاد الأوربي تدل على أنه لا يعمل على التخفيف من النزعة العدوانية للولايات المتحدة، بل بالعكس يشارك معها في استغلال بقية بلدان العالم، إذ إننا نرى أن الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوربي تقيم تحالفاً فيما بينها للدول الإمبريالية التي يعد حلف الناتو قبضتها العسكرية.
كما أوضح زوغانوف أن قمة حلف الناتو في ليشبونة عام ،2010 وقمته في شيكاغو عام ،2012 عززتا بنية القيادة المشتركة لهذا الحلف، وأقحمتا العديد من الدول في استراتيجيته الإجرامية الموجهة لتأجيج الحروب والتدخل في شؤون البلدان المستقلة في العالم. مشدداً على أن مكونات استراتيجية المعتدين تتمثل في الضغط على البلدان ذات السيادة واستثارة النزاعات، ومن ثم التدخل السافر فيها. وهذا ما فعلته الولايات المتحدة وحلفاؤها في يوغسلافيا وأفغانستان والعراق، ما أسفر عن محو بعض هذه الدول من خريطة العالم أو وقوعها تحت الاحتلال. إضافة إلى أنهم يضمرون نيات عدوانية ضد روسيا الاتحادية والصين الشعبية وكوريا الديمقراطية وفيتنام، ويعملون بشكل عام على إثارة واحتدام النزاعات الإثنية والدينية في جميع أرجاء الكرة الأرضية.
وأكد رئيس الحزب الشيوعي الروسي، أن ظهور مجموعة دول (بريكس)، التي تضم كلاً من روسيا والصين والهند والبرازيل وجمهورية جنوب إفريقيا، يشير إلى بداية نشوء مركز تأثير عالمي جديد بديل للتحالف الغربي.
كما أشار إلى أن بلدان مجموعة (ألبا) في أمريكا اللاتينية، تملك طابعاً واضحاً في مناهضة الإمبريالية، وتعمل على تحرير شعوب القارة والتصدي للهيمنة الأمريكية في بلدانها.
وخلص إلى القول: إننا نرى بوضوح صراعاً في الحلبة العالمية، فمن جهة يتبين اشتداد هجوم الإمبرياليين، وخصوصاً بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ويستهدف على المدى البعيد تطويق الصين من الناحية الجيوسياسية، وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير، واستعباد إفريقيا وأمريكا اللاتينية وإجبار بلدان الاتحاد السوفييتي السابقة على السير في ركابهم، ومن جهة أخرى يزداد في العالم إدراك المخططات البعيدة لدعاة العولمة التي تقتضي من البشرية ثمناً باهظاً. ونبه إلى أن الرأسمال العالمي الذي شعر بتغلبه على الاشتراكية مؤقتاً يسير على طريق يفضي بالبشرية إلى التهلكة، ما يستوجب التعاون بين الدول الوطنية للتصدي للعولمة الأمريكية.
وفي لقاء أجرته قناة (روسيا اليوم) يوم 22 شباط مع الرفيق حنين نمر، الأمين العام للحزب الشيوعي السوري (الموحد)، على هامش المؤتمر، أكد أن هناك بعض التغيير في المواقف الأمريكية من الأزمة السورية، مشيراً إلى أن هذا التغيير لا يتصف بطابع استراتيجي.
وأوضح أن واشنطن تحاول تنفيذ لعبة مزدوجة، من أجل أن تتبرأ من تهمة دعم الإرهاب.
وأعرب نمر عن اعتقاده بأن الهدف من التفجيرات التي هزت دمشق يوم 21 شباط، كان ممارسة المزيد من الضغط على سورية وعلى روسيا، مشيراً إلى أن العملية وقعت قرب السفارة الروسية.
وأشار إلى أنه ليس من الممكن توجيه أصابع الاتهام في ارتكاب هذه التفجيرات إلى كل المعارضة السورية، موضحاً أن المعارضة غير موحدة. وأضاف أن هناك معارضة سياسية وطنية في الداخل، كما أن هناك متشددين يستطيعون ارتكاب أفعال من هذا القبيل.
وتابع أنه من المبكر الآن الحديث عن فقدان الأخضر الإبراهيمي مصداقيته، مشيراً إلى أنه لا يزال أمامه متسع من الوقت (أن يختار بين أن يكون محايداً حقيقياً أو ألا يكون).