«لسان المزمار»… حارس الرئتين والحياة من الاختناق
في سقف الحلق الخلفي، وتحديداً على مدخل الحنجرة، يوجد غضروف طري مغطى بغشاء مخاطي يدعى (لسان المزمار) (اللهاة)، يقوم بدور شرطي المرور بامتياز، بحيث يسد الحنجرة عند البلع كي يمنع الطعام والشراب من المرور إلى الرئتين.
ويعمل لسان المزمار ليلاً ونهاراً، من دون توقف، لفتح طريق المريء أمام الطعام والشراب واللعاب، ومنعها من الانزلاق صوب الرغامى (مجرى التنفس) لأنه لو حدث مثل هذا الأمر، ولو مرة واحدة، لاختنق الشخص ومات بالضربة القاضية.
ويتعرض لسان المزمار للالتهاب إثر عدوى ميكروبية أو إصابة رضية مباشرة أو بعد التعرض للحروق الناتجة من شرب السوائل الشديدة السخونة أو تناول مواد كاوية، ما يؤدي إلى تورم اللسان وبالتالي التسبب في إعاقة مرور الهواء إلى الطرق التنفسية، وربما إلى حدوث الاختناق إذا لم يتم الإسعاف على عجل لمنع المضاعفات. وتعتبر جرثومة المستديمة النزلية نوع (هيموفيلوس إنفلونزا ب) من أكثر مسببات هذا الالتهاب عند الأطفال، لكن هناك جراثيم أخرى قادرة على التسبب في الالتهاب، مثل المكورات السبحية، والمكورات العنقودية، كما أن بعض الفيروسات والفطريات يمكن أن تسبب الالتهاب.
وهناك عوامل تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المزمار، هي:
– الجنس، يحدث التهاب لسان المزمار عند الذكور أكثر من الإناث.
– التقاعس في التلقيح، الذي يزيد من استعداد الطفل للإصابة بمرض التهاب لسان المزمار.
– ضعف الجهاز المناعي، إن تراجع كفاءة جهاز المناعة لأي سبب من الأسباب، سواء كان دوائياً أم مرضياً، يمكن أن يعرّض للإصابة بالتهاب المزمار.
كيف يتظاهر التهاب المزمار؟
تختلف تظاهرات التهاب المزمار بعض الشيء لدى الأطفال عنها لدى الكبار، فعند الصغار، خصوصاً في عمر 2 إلى 7 سنوات، يمكن أن يستوطن الالتهاب بسرعة كبيرة وفي غضون ساعات قليلة، ليعطي العوارض الآتية:
– ارتفاع حرارة الجسم.
– التهاب شديد في الحلق.
– صعوبة وألم أثناء البلع.
– عسر التنفس مع صوت ضجيج عند الشهيق.
– سيلان اللعاب.
– القلق والتهيج.
أما مظاهر التهاب المزمار عند البالغين فتكون بطيئة وتلوح على مدى أيام قليلة، وهي تكون على الصورة الآتية:
– بحة في الصوت.
– التهاب شديد في البلعوم.
– صوت التنفس يكون أجشَّ خشناً.
– صعوبة في التنفس.
ويتمخض عن التهاب لسان المزمار خطران داهمان، الأول التورم في لسان المزمار، ما يتسبب في انسداد كلي للقصبة الهوائية، الأمر الذي يقود إلى الفشل التنفسي نتيجة عدم تهوية الرئتين جيداً، فينخفض مستوى الأوكسيجين في الجسم، ويرتفع تركيز غاز ثاني أوكسيد الكربون، ما يشكل خطورة على الحياة.
أما الخطر الآخر فيتمثل في إمكانية تفشي العدوى الجرثومة المسببة لالتهاب المزمار في أماكن أخرى من الجسم، مثل الدم والسحايا والمفاصل والقلب وما تحت الجلد، ما يزيد الطينة بلة.