آل سعود والقطريون يعيدون هيكلة المجموعات الإرهابية!

الأمريكيون وأصدقاؤهم يحذرون.. والسوريون ماضون إلى استحقاقاتهم

منذ أن بدأ السوريون استعداداتهم لتنفيذ الاستحقاق الدستوري، وانتخاب رئيس لبلادهم، لم تهدأ ماكينة الإعلام الأمريكي والأوربي والخليجي عن إطلاق الإنذارات والتهديدات والتلويح بالعدوان.. إن لوثة ما قد أصابت (أصدقاء) سورية الألداء، الباحثين قولاً عن مسعى سلمي لإنهاء الأزمة، الغارقين فعلاً في تهيئة الدعم العسكري واللوجستي والبشري للمجموعات الإرهابية القاعدية، بهدف إحداث (توازن) على الأرض يسمح لهم بفرض شروطهم في أي جولة قادمة من جولات جنيف.

ويبدو أن الأحداث تجاوزت مخيلة هؤلاء، فالمسألة الآن تتعلق لا بالاستحقاق الرئاسي فقط، بل بمفاجآت (تصالحية) وطنية قاد إليها حس شعبي وطني استبق أي مراهنة محتملة على التصعيد في مناطق حساسة في دمشق والمدن الأخرى.

الأمريكيون ماضون في تدريب (المجاهدين) في معسكرات (السي أي إيه) في الأردن، وهم يخترعون مجموعات إرهابية (معتدلة) لحفظ ماء الوجه.. وعمدوا في الآونة الأخيرة إلى تزويد هؤلاء بأسلحة نوعية جديدة. تقول برناديت ميهان، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي: إدارة أوباما تقدم دعماً لم تحدده! وكما نقول دوماً نحن لا نسرد بالتفصيل كل نوع من أنواع المساهمة التي نقدمها. الأوربيون سيجتمعون قريباً لمناقشة تدفق (المقاتلين) إلى سورية، يسمونهم (المقاتلين) استحياء من شعوبهم التي تدرك أكثر فأكثر بعدما شاهدوا عبر وسائل الإعلام دعم اتحادهم الأوربي لمجموعات (الجهاديين) الإرهابيين الآتية من تنظيم القاعدة.. والطريف في هذا الاجتماع أن السعودية وقطر وتركيا، وهي الدول الراعية للإرهاب في سورية، ستشارك في هذا الاجتماع!

لا يبدو في الأفق اليوم أن ثمة مساعي جدية للمضي في الجهود الدولية لحل الأزمة السورية سلمياً، رغم تأكيد الطرف الروسي أهمية العودة إلى إحياء هذه الجهود.. فالأمريكيون والسعوديون ماضون في البحث عن (توازن) قبل الموافقة على أي جهد دولي.

السوريون ينظرون بتفاؤل إلى تقدم القوات المسلحة السورية في استعادة العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلحين، كذلك فإن تقدم مساعي المصالحة الوطنية في الزبداني، والأحياء الجنوبية من دمشق، ومخيم اليرموك، وربما حرستا وعربين بعد فترة قصيرة، وبعض الأحياء في مدينة حمص، ترفع منسوب الأمل لدى جماهير الشعب السوري بقرب انتهاء الأزمة العاصفة التي كادت أن تطيح بكل ما هو خير ومشرق ونفيس في تاريخهم المعاصر.

الاستحقاق الرئاسي نراه مدخلاً للبدء في حوار السوريين بجميع مكوناتهم السياسية والاجتماعية والدينية للتوافق على مستقبل سورية الديمقراطي العلماني.. المعادي للإمبريالية والصهيونية والرجعية السوداء، كما نراه انطلاقاً لبدء إعادة إعمار ما خربته الأيدي السوداء والنوايا السوداء، والعمل لإنهاض اقتصادنا الوطني ومجتمعاتنا المحلية عبر تنمية اقتصادية اجتماعية شاملة ومتوازنة.

تفاؤل جماهير الشعب السوري سيرتفع منسوبه إذا ما قابله تهيئة مناخ يشجع على عودة التآلف إلى مكونات مجتمعاتنا المتعددة، كإطلاق سراح المعتقلين والموقوفين الذين لم يحملوا السلاح، وإحالة من اتهم إلى المحاكم المختصة دون إبطاء، والعمل على تخفيف الأعباء المعيشية التي تعانيها الفئات الفقيرة والمتوسطة.

العدد 1140 - 22/01/2025