لأنه عارض الانضمام لـ«الأطلسي» حظر نشاط الحزب الشيوعي الأوكراني

ولد الحزب الشيوعي الأوكراني من رحم حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي (البلشفي)، فقد اتخذ أول قرار بتأسيس منظمة حزبية في عموم أوكرانيا في المؤتمر الإقليمي لحزب العمال الذي انعقد في مدينة كييف في الفترة بين 3 و5 كانون الأول 1917 أطلق  عليها اسم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الأوكراني.

أثناء انعقاد مؤتمر المنظمات البلشفية الأوكرانية في مدينة تاغانروغ الروسية في 18 نيسان ،1918 اتخذ قرار بإعطاء اسم جديد للحزب هو الحزب الشيوعي (البلشفي) الأوكراني، الذي عقد مؤتمره الأول في موسكو بحضور الشيوعيين الروس، بين 5 و12 تموز 1918 معلناً انضواءه تحت راية الحزب الشيوعي الروسي (البلشفي) لعموم روسيا، مع احتفاظه باسمه، ومنذ عام 1925 انضوى تحت راية الحزب الشيوعي السوفييتي.

ترأس الحزب في عام 1938 نيكيتا خروتشوف، دخل الحزب مرحلة العمل السري خلال الحرب العالمية الثانية، في ظل الاحتلال النازي، وأعاد تنظيم حقوقه بسرعة بعد تحرير الجيش الأحمر لأوكرانيا، وفي عام 1952 أصبح اسمه الحزب الشيوعي الأوكراني، كأحد تنظيمات الحزب الشيوعي السوفييتي، حتى تفكك الاتحاد السوفييتي.

حُظر الحزب الشيوعي الأوكراني في عام 1991 بعد اتهامه بتنظيم (انقلاب آب)، فانضم قسم من أعضائه السابقين إلى الحزب الاشتراكي الذي تأسس في تلك الفترة، في حين عقد قسم آخر من الشيوعيين الأوكران يوم 19/6/1993 في مدينة دونيتسك مؤتمراً، وأعلنوا فيه عن إعادة تأسيس الحزب الشيوعي الأوكراني، وانتخب بيتر سيمونينكو أميناً عاماً.

شارك الحزب الشيوعي الأوكراني في الانتخابات البرلمانية عام 1998 وفاز بـ128 مقعداً من أصل 450 وفي عام 2002 حصل على 66 مقعداً. وفي انتخابات عام 2006 حصل على 21 مقعداً، وفي عام 2007 على مقعدين، وشارك في حكومة ائتلافية برئاسة حزب الأقاليم. وفي انتخابات عام 2010 حصل على 32 مقعداً، وانضم إلى حكومة ائتلافية مع تكتل ليتفين وحزب الأقاليم، كما شارك في انتخابات 2012 وحصل على 22 مقعداً.

في الانتخابات الرئاسية لعام 1999 حصل على 80,37% من الأصوات، محققاً المرتبة الثانية.. وفي انتخابات عام 2004 حصل على 4.97% واحتل المركز الرابع. في انتخابات 2010 ترشح من قبل كتلة اليسار وقوى يسار الوسط حصل على 3.53%.

عقد الحزب مؤتمراً استثنائياً في 25/3/2014 وقرر ترشيح سيمونينكو لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، وأعلن عن برنامجه تحت شعار (من أوكرانيا الأوليغارشية إلى أوكرانيا للشعب).

بسبب مواقف  الحزب الشيوعي الأوكراني المعارضة لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمالي الأطلسي، ومعارضته الانضمام إلى الاتحاد الأوربي، وكان الحزب الوحيد في أوكرانيا الذي عارض الانقلاب النازي واحتلال البرلمان، ودعا إلى الحوار بين مختلف فئات المجتمع، كما دعا إلى إحلال السلام والانسحاب من الشرق الأوكراني وإيقاف الاعتداء عليه، طلب تورتشينوف، القائم بأعمال الرئاسة (رئيس البرلمان) الذي جاء إلى رئاسته بعد الانقلاب النازي، في أوائل شهر أيار 2014 طلب من وزارة العدل دراسة نشاط الحزب الشيوعي الأوكراني، وأشار إلى إمكانية حظر الحزب من العمل بقرار قضائي، بسبب مشاركته ودعمه لـ(الانفصاليين) في شرق أوكرانيا وجنوبه.

واستمرت المؤامرة عندما وضع مجلس الأمن الأوكراني أمام وزارة العدل (وثائق) تدين بعض أعضاء الحزب وبعض البرلمانيين، بمساعدة المعارضين في جنوب أوكرانيا وشرقها، وبناء على ما سبق طلبت وزارة العدل باريخ 8/6/2014من القضاء النظر في حظر نشاط الحزب الشيوعي الأوكراني على الأراضي الأوكرانية.

بتاريخ 22/6/2014 صوّت البرلمان الأوكراني لأجل حظر الحزب، وفصل الكتلة البرلمانية من البرلمان، بسبب انخفاض عدد أعضائها من 33 إلى ،23 فهي لم تعد تحقق النسبة المئوية المطلوبة.

في اليوم نفسه وقّع رئيس جمهورية أوكرانيا براشينكو قراراً بحظر الحزب، ولاحقاً بتاريخ 24/6/2014 أعلن رئيس البرلمان تورتشينوف عن حل الكتلة البرلمانية للحزب الشيوعي الأوكراني، ثم صرح: (أيها الزملاء هذا حدث تاريخي، إنني على أمل أن لا يكون للكتلة الشيوعية أي وجود في البرلمان الأوكراني في المستقبل).

العدد 1140 - 22/01/2025