سلمية تنادي: الماء خط أحمر يا أولي الأمر!
وصلت إلى (النور) نسخة من عريضة موجهة من أهالي مدينة السلمية إلى رئيس مجلس الشعب، هذا نصها:
السيد رئيس مجلس الشعب المحترم!
نحن ممثلي الأحزاب السياسية والفعاليات الأهلية نبين لكم مايلي:
منذ نحو قرن ونصف القرن تقريباً، وضعت اللبنة الأولى لإعادة بناء مدينة سلمية، ومنذ ذلك الحين حتى اليوم وهي ولاّدة لأبناء يرفعون شأن الوطن، ومنهم من شاع اسمه عالياً، وها هي ذي اليوم في هذه المحنة التي تلم بوطننا الحبيب، تقدم التضحيات لأجل أن يبقى الوطن منيعاً صامداً.. وأصبحت موقعاً متوسطاً لطرق العبور بين الجهات الأربع، والخطر يتربص بها من عدة جهات وفي جميع الأوقات، وعانت من عدة تفجيرات انتحارية، وتعرضت للقصف بالصواريخ، ولكن أبناءها يعيشون ويمارسون نشاطاتهم، غير آبهين بهذا الخطر، لأنهم يحبون الحياة ويعشقون الوطن.
وبالمقابل نجد أن هناك من لا يسره كل هذا، ولا يصدق أن أبناء هذه المدينة لديهم هذا القدر من العطاء والتحدي، فأراد أن يختبر صبر الناس، من خلال وضعهم في حالات مأزقية مفتعلة، ليكسر جدار الصمود في هذه المدينة الصامدة.
مضت أكثر من ثلاث سنوات على الحرب الدائرة رحاها ضد سورية، ونحن جزء من هذا الوطن، ينالنا ما يناله، ونعلم أن الفاتورة كبيرة، وعلينا أن نساهم بكل ما نستطيع لكي نخفف من تكاليفها من دم وعرق وكل ما يمكن تقديمه، كولد بار لوالديه.
ولكن أن يتعمّد أفراد، شاءت الظروف أن يكون في يدهم الحل والربط، بما يخص بعض المجالات، وأن يتجاهلوا مصير بلد بهذا الحجم والأهمية، وبكل مكوناته، أطفالاً وشيوخاً وطلاباً ومرضى وعمالاً وفلاحين وموظفين وأسر مقاتلين يسطرون أروح الملاحم، ويجعلونهم عرضة للمرض والتسمم والابتزاز، طلباً للماء، فهذا غير مسموح به أبداً!
مشكلة الماء قضية قديمة جداً تحتاج إلى أصحاب ضمير حي وإرادة حقيقية لكي يوضع لها حل يقي المواطن الذل والامتهان، وخاصة أن الآبار في المدينة قد جفت وبسرعة، بسبب شح مياه الأمطار في هذا الموسم، والاستنزاف الكبير، ونحن لا نطلب المستحيل:
1- الآبار الخمسة عشر التي وعد بحفرها السيد وزير الموارد المائية بمذكرته المسطرة للسيد رئيس الوزراء أصبحت بئراً واحداً، وحفر هذا البئر توقف بسبب روتين المناقصات، وعدم توفر آلات حفر محلية قادرة على تنفيذ المهمة، ومن خارج المدينة لا يتقدم أحد.. هل حفارات المؤسسات الحكومية، كحفارات الشركة العامة للدراسات المائية ووزارة النفط وغيرها، المركونة في مستودعات الوزارة، غير قادرة على تنفيذ المهمة؟ ومحطات التحلية التي تفاءلنا بحضورها في أقرب وقت ذهبت في أدراج المعنيين؟ وكل تستوعب تلك الأدراج؟!
2- خط المياه بطول 12 كم من تل حسن باشا (كاسر الضغط) إلى سلمية بكلفة بسيطة نسبياً، الذي ورد بمذكرة السيد وزير الموارد المائية نفسها، أحيل إلى المنظمات الدولية لاستعطافها كي تنفذ المشروع على نفقتها، باعتبار أبناء سلمية هم أبناء تلك المنظمات، وليسوا أبناء الوطن، ولا يستحقون هذه المبالغ من موازنة وزارة الموارد المائية أو موازنة الدولة!
3- استثناء خط كهربا محطة ضخ (القنطرة) بطاقة 7 ميغا، لكي تعمل دون تقنين، نظراً لعدم قدرة الموظفين الوصول إليها لتشغيل محركات الديزل أثناء فترة التقنين، بات من رابع المستحيلات على السيد وزير الكهرباء!
هل ينتظرون خروج الناس التي هتفت بملء الحناجر: (الله محيي الجيش، وسورية الله حاميها)، لكي تصبح: (نريد ماء لأولادنا ومرضانا)؟!
إن ما نطالب به ممكن التحقيق، ولا يحتاج إلى كل هذه المماطلة، والمسألة باتت واضحة، هناك من يعزف على وتر صبر الناس ووجعهم، وهذا أمر مرفوض تماماً بكل القيم الوضعية والسماوية.
السيد رئيس مجلس الشعب!
إننا على يقين أنكم ستولون هذه القضية الأهمية المناسبة حتى وصولها إلى خواتيمها التي ترضي مواطننا وتريحه.
وقد وقع على العريضة ممثلو الأحزاب السياسية التالية:
الوحدوي الديمقراطي، السوري القومي الاجتماعي، الشيوعي السوري الموحد،
العهد الوطني، ممثل حركة الاشتراكيين العرب، الشيوعي السوري،
إضافة إلى عدد من أعضاء مجلس المحافظة والمدينة.