معاناة موظفي مؤسسة إكثار البذار في حلب

تمتلك مؤسسة إكثار البذار في حلب عدة مبان صغيرة، لكن المبنى الرئيس يقع في منطقة تماس مع مناطق المسلحين، وقد تعرض للكثير من الأضرار خلال السنتين الماضيتين نتيجة هجمات الإرهابيين، خاصة مخابره الحديثة. ومنذ سنة ونصف تقريباً يداوم الموظفون في المباني الصغيرة التابعة للمؤسسة، وكانت الإدارة متساهلة بانتظام الدوام حسب ظروف موظفيها، لعدم وجود عمل فعلي لأغلب الموظفين.

لكن، منذ شهر تقريباً تغيّر الحال، فقد أصدر المدير العام للمؤسسة قراراً بإلزام الموظفين بالدوام الكامل يومياً.. فأصبحت الغرف تغصّ بالموظفين جلوساً ووقوفاً، وعلى السلالم.. والمشكلة الأكبر هي معاناة عشرات الموظفين الذين يأتون من أحياء خارج سيطرة الدولة أو من الريف القريب، فالطريق تلف بهم طويلاً حتى يصلوا إلى أماكن عملهم ثم العودة إلى أماكن سكنهم من جديد، وينفقون مبالغ كبيرة ووقتاً طويلاً يبلغ عدة ساعات يومياً.. ويلجأ بعضهم لتخفيف تكاليف السفر والوقت إلى النوم في المدينة طيلة أيام الدوام، وفي هذا معاناة أخرى، فهم ينامون في الحدائق العامة أو الجوامع أو في مدارس الإيواء أو عند أقاربهم، وقد قدّم البعض مضطراً للخلاص من هذه المعاناة طلبات إجازة بلا راتب، رفضتها الإدارة جميعها.

إن الظروف التي تعانيها البلاد، وبالذات مدينة حلب، تتطلب إجراءات إدارية استثنائية تخفف المعاناة عن الموظفين في بعض المواقع، والكل في حلب يعرف مشقة الدخول والخروج من المدينة، وما يتطلبه ذلك من طريق طويل متعرج يتفادى مناطق المسلحين ليكون آمناً، وعلى بعض الإدارات أن تراعي ظروف موظفيها وتخفف الأعباء عن المواطن، الذي سيكون استمرار صموده هو استمرار صمود هذا البلد الجريح.

نرجو أن تصل رسالتنا هذه إلى المعنيين حتى يجدوا حلاً مناسباً..

العدد 1140 - 22/01/2025