عبد الجليل بحبوح وأربعون يوماً..
هو ذا الموت، الحقيقة المطلقة الوحيدة في هذا الكون، تحوم دوائره قريباً منا ليخطف في كل دورة واحداً ممن أسهموا في شق الطريق بأظافرهم، لكي لا ينطفئ نور الفكر الاشتراكي. لقد حط الموت رحاله منذ 40 يوماً على رفيق لا يُنسى هو أبو فياض عبد الجليل بحبوح، الذي مهما اختلفت أو توافقت معه، فهو واحد من الجذور العميقة التي يصعب اقتلاعها من الذاكرة الجمعية أو الفردية للحزب.
كان رجلاً صلباً، صعب المراس حقاً، لكنك ما إن تسترسل في الحوار معه، حتى تكتشف القواسم المشتركة معه، فتغيب عنك صورة الرجل الحديدي الذي لا يلين، ويحل محلها صورة الرجل المنفتح ولكنه لا يتسامح بشيء، عندما يتعلق الأمر بالحزب، بوحدته وسياسته، وتجديد فكره.
مرت عليه محن، وأيام سوداء، فكان أقوى منها، وتكالب عليه المرض سنوات عديدة، فكان يقبل تحديه بكل شجاعة دون أن يشعرك بأثره عليه.
عرف السجون والمعتقلات، ولم ينحنِ أمام قساوة الجلادين، وكان يحدوه الأمل على الدوام، ولم يتسرب اليأس إلى قلبه رغم كل الظروف والصعوبات والانقسامات التي مرّ بها الحزب.
عبد الجليل بحبوح، فيه كل ما يستحق أن يقتدي بالشيوعيين الشباب به.
سلامٌ عليك في ذكراك الأربعين!