الجامعات.. إما أن يكبر الحلم أو يضيع!
يرى الطلاب أن الجامعات وسيلة لتحقيق أحلامهم، ولاسيما إذا دخلوا الفرع الذي يرغبون فيه. وبذلك يكونون قد خطَوْا خطوة كبيرة إلى أهدافهم وأحلامهم. لكن ما إن يبدأ العام الدراسي وينخرط الطالب في الحياة الجامعية الحقيقية وتتكشف له الأمور، عندئذ يعلم أن الجامعة إما أنها ستساعده على بناء نفسه وتكون بوابة انطلاقه للحياة، أو أنها ستكون عكس ذلك.
يقول إيلي (طالب جامعي): جامعاتنا مقابر جماعية ندفن فيها جثث أحلامنا وأشلاء أهدافنا.
أما توفيق (طالب إعلام -سنة رابعة) فيقول: لطالما عشقت الإذاعة ورغبت أن يكون لي برنامج إذاعي أقدّم من خلاله صوتي وأفكاري إلى المجتمع، وأكون فرداً مؤثراً فيه، لذلك دخلت كلية الإعلام.
ويكمل: صحيح أنه توجد بعض النقاط السلبية، وأغلبية المواد نظرية، إلا أنني استفدت من هذه المعلومات النظرية، وكذلك من دخول الاستديو الخاص بالكلية، رغم أنها مرات قليلة. وكسرت حاجز الخوف من الوقوف أمام الميكرفون والكاميرا ما أعطاني دفعاً للأمام، مصمماً أكثر على أن أعمل بجد لأحقق حلمي.
تقول مريم (طالبة معلم صف- سنة ثالثة): منذ طفولتي وأنا أرغب أن أكون معلمة، ولكن مع نضوجي أكثر كبر حلمي وقلقي في الوقت نفسه. فأنا أحب الأطفال كثيراً، وكنت أخاف ألا أقدر على إيصال المعلومة بشكل جيد، وأن أفشل في التعامل معهم. إلا أنني بدخولي كلية التربية ومتابعتي دراستي ازدادت ثقتي بنفسي، وصقلت مهاراتي أكثر من خلال ساعات العمليّ التي نقضيها في المدارس.
وتضيف: الآن أصبحت أكثر إصراراً على أن أصبح مدرسة ناجحة، أرى الأطفال حولي وأعطيهم علوم الحياة بكل حب ومودة.
لم تكن كما حلمنا
جيانا (طالبة اقتصاد- سنة رابعة) تقول: دخلت كلية الاقتصاد رغبة مني في التخرج والعمل في المصارف. إلا أنني فوجئت بأن ما نأخذه في الكلية لا يكفي للعمل فيها، إذ تنقصنا الخبرات العملية، ونحتاج إلى دورات اختصاصية للتقدم في الجامعة مما شكل عبئاً مالياً كبيراً لا أقدر على تحمله.
وتكمل جيانا: توظف المصارف من لديهم خبرة ولو بسيطة، وهذا غير متوفر أثناء الدراسة. فالجامعات لا تؤمن لنا (ستاجات) للتدريب في شركات أو مصارف لتثبيت النواحي النظرية التي تعلمناها. وهذا ما جعل طموحي يذبل ويموت مع اقترابي من التخرج.
أما غيث (طالب هندسة كيميائية -سنة خامسة) فيقول: كنت أتابع التلفاز وأشاهد البرامج العلمية المتعلقة بالكيمياء، وأقرأ الكثير من الكتب المتعلقة بتفاعلات المواد وأنواعها وألوانها وذراتها، لذلك دخلت كلية الهندسة الكيميائية على أمل أن أتخرج منها حاملاً معي كماً كبيراً من المعلومات النظرية والعملية، لأسخرها بعد تخرجي في حياتي العملية، إلا أنني فوجئت بمدى بساطة التجارب والأجهزة الموجودة، والاعتماد الكبير على الدراسة النظرية، مما أضعف خبراتنا العملية إلى حد كبير. وبالنهاية: لكل منا حلمه الذي يسعى لتحقيقه، فإما أن يحققه على الرغم من العقبات والصعوبات التي يواجهها، أو يستسلم لهذه العقبات ويتخلى عن حلمه.