التحضير والدراسة للامتحانات التحريرية: ما هي المفاتيح الخمسة للدراسة الجوهرية؟!

يستعدُّ الطّلاب السّوريون في جامعاتهم لتقديم الامتحانات، فنجد الكثير من الطّلاب ومنهم باسل، وهو طالبٌ جامعيّ في السّنة الثّانية بكلية الطّب، أنّ فترة الامتحانات تسبب له القلق والأرق، فنراه متوتراً طوال الوقت. أمّا رانيا وهي طالبة في السّنة الرّابعة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، فرع اللّغة الفرنسية، فنراها أثناء فترة الامتحانات تمرض وترتفع درجة حرارتها، مما يؤثر سلباً على تحصيلها العلمي والدّراسيّ.

فما هو السّبب الرّئيسي لهذا القلق؟! وما هو الحل؟! وما هي المفاتيح الخمسة للدراسة؟

* لقد أجرت جامعة أوهايو في الولايات المتحدة برنامجاً خاصّاً، يقوم على أساس تحليل ومعالجة مشاكل الطّلاب الجامعيين الدّراسيّة. سمّته SQ3R، ومنذ ذلك الوقت أخذ الكثير من الطّلاب في جميع أنحاء العالم باستخدامه. فما هو هذا البرنامج؟!

 

أوضح المؤلّف كلايد نارامور في كتابه: (HOW TO STUDY AND BESUCCESSFUL IN SCHOOL).الخطوات التالية للدراسة المثمرة:

 

* الخطوة الأولى وهي المسح Survey:

وتعني ببساطة أن يُلقي الطّالب نظرة شاملة قدر الإمكان على المواضيع الّتي سيدرسها قبل الدّخول في تفصيلاتها، فعندما تفتح الكتاب لأوّل مرّة، اقرأ المقدمة، إذ يُعطي الكاتب فيها فكرة عن سبب كتابته الكتاب، وما الفكرة الّتي يريدها أن تصل من خلاله. بعد ذلك اقرأ الفهرس، وتمعّن به، وانتبه إلى محتويات الكتاب وكيفية ترتيبها، ثُمَّ حاول أن تتصفح الكتاب وتقرأ ملخص كُلّ فصل من فصوله على حدة، يُمكّنك ذلك من الاطلاع على محتويات الكتاب في وقت قصير.

عندما تُطالع الكتاب، ألقِ نظرة على العنوان، واقرأ الجمل الّتي تُكتب تحته، لأنّ ذلك يُعطيك فكرة عن الكتاب ويجعلك تفهم ترتيبه بشكلٍّ واضح.

* معظم المناهج الدّراسيّة تحتوي على عناوين، تقريباً على كُلّ صفحة، من المفيد ملاحظة ترتيبها، فغالباً التّرتيب يدلُّ على تسلسل النّقاط الرّئيسية.

 

* الخطوة الثّانية هي السّؤال Question:

غالباً ما يتذكّر النّاس الأمور الّتي سألوا عنها أكثر من تذكّرهم الأشياء الّتي قرؤوها فقط. لذلك عندما تقوم بدراسة مقطع ما، فعليك أن تطرح الأسئلة التّالية: ماهي الفكرة الرّئيسية؟ كيف برهن الكاتب على وجهة نظره؟ ما الفائدة الّتي أعطتني إيّاها الأجوبة الخاصّة؟ كيف أستطيع استعمال هذه المعلومات في دراستي؟ (ربط المفاهيم بعضها مع بعض).

سترى أنّه مع الممارسة ستصبح طريقة طرح السّؤال سهلة وطبيعية لدى اطلاعك على أيّ موضوع، وهذا سيساعد في تثبيت معلوماتك بشكلٍّ جيّد، والتّركيز على النّقاط المهمة.

 

* الخطوة الثّالثة هي القراءة Read:

هناك طرق عديدة للقراءة، والطّريقة الّتي تختارها تعتمد على أهدافك ومتطلباتك. وفي الواقع عندما تقوم بدراسة مادّة معيّنة، فعليك أن تقوم بقراءة بعض المواضيع عدّة مرّات وفي كُلّ مرّة تُغيّر فيها أسلوبك:

أ. إيجاد الفكرة الرّئيسية: هذه هي المرحلة الأولى في القراءة، وللقيام بذلك عليك أن تنتبه جيّداً إلى العناوين، وتُلقي نظرة سريعة على الجمل لتتمكن من إيجاد الفكرة الرّئيسية في المقطع، فإذا لم تتمكن من فهم النّقاط الرّئيسية فلن تتمكن من استيعاب النّقاط الفرعية.

ب. اقرأْ بنشاط وفعاليّة: وذلك بالبحث حتّى تجد الأجوبة عن الأسئلة التي لم تفهمها، وتذكّر دوماً أنّك تقرأ كي تفهم وتتذكّر ما تقرأ.

ج. انتبه إلى العبارات والمصطلحات الهامّة: أعطِ اهتماماً خاصّاً للكلمات والعبارات الّتي بين قوسين، فهي تُستعمل غالباً كعناوين لتوضيح أهميتها. وهنا يجب عليك أن تقف وتنتبه وتعيد قراءة مثل هذه العبارات عدّة مرّات.

د. انتبه إلى الجداول ووسائل الإيضاح: عليك التّركيز على الرسوم والصّور التّوضيحية والشّروح، فهي غالباً تخدم الموضوع أكثر من الكلمات. فالصّور والمخططات البيانية توضح المطلوب أكثر من الكلمات، ومن المعروف أنَّ الصّور تُغني عن آلاف الكلمات.

ه. التّقييم: قارن بين ما تقرؤه وبين ما تعرفه، اسأل نفسك ما هو قصد الكاتب أو المؤلّف من ذلك؟ ولماذا قال ذلك؟ لماذا ذكر هذه الفكرة هنا؟

 

* الخطوة الرّابعة هي الاستذكار أو التّسميع Recite:

عندما تقرأ، توقفْ عند نهاية كُلّ مقطع، وحاول إعادة الأفكار الرّئيسيّة فيه. وعندما تدرس للامتحان، فقم بالاستذكار فهو سيساعدك على تثبيت ما تعلّمته، كما يُعينك أثناء دراستك، لأنّك عندما تحفظ، وتستذكر بصوتٍ عالٍ فستمنع نفسك من الشّرود، وستتمكن من تصحيح الأخطاء، الّتي ربما تُصادفك، ومعرفة النّقاط الّتي لم تفهمها بشكلٍّ صحيح.

 

* الخطوة الخامسة هي المراجعة Reviw:

المراجعة في الحقيقة هي دراسة بشكلٍّ مستمر، فعندما تقوم بمراجعة العناوين فقط، يُمكنك أن تسأل نفسك عن معناها وما تتضمنه. وهكذا يُمكنك أن تتذكّر النّقاط المهمة الّتي قرأتها وكلّ ما يتعلّق بها، فالمراجعة الأولى تكون أفضل، خاصّةً إذا جاءت مباشرةً بعد دراستك لموضوع معيّن. فمثلاً بعد أن تقرأ مقطعاً ما، عُدْ وراجعه من جديد وحاول أن تستذكر النّقاط المهمة فيه، واقرأ ملاحظاتك عليه وراجعها لنفسك.

هذه المراجعة الأولى، تكون عادةً قصيرة وموجزة، فالوقت قصير للنسيان، ومن الحكمة أن تقوم بمراجعة دروسك مرّة أو مرتين قبل الامتحان.

المراجعة الأخيرة، تأتي قبل الفحص مباشرةً، إذ يجب أن تُركّز فيها على الاستذكار، راجع جميع المواضيع، ونظّم وقتك، فيمكنك إنهاؤها جميعها، كما يجب ألاَّ تكون المراجعة مجرد حشو للدماغ في السّاعات الأخيرة، فهذا يجعل العمل صعباً جداً ولن يساعد على النّجاح الّذي ستحصله بالمراجعة المنتظمة والجيّدة.

أخيراً؛ لقد أوضحت الدّراسات والأبحاث ما يلي:

إن الطّلاب الّذين حصلوا على تدريب لتعلّم كيفية الدّراسة، كانت معدلاتهم أعلى من باقي الطّلاب، الّذين يقضون وقتاً أطول في الدّراسة.

كما بيّن أحد الأبحاث الّتي أُجريت في إحدى المدارس، (بعد أن تمَّ تقسيم التّلاميذ فيها إلى مجموعات حسب المدّة الّتي يقضونها في الدّراسة) أنّ التّلاميذ الّذين يدرسون كثيراً ولفترات طويلة قد حصلوا على علامات أقل من أولئك الّذين يدرسون أقل. ولكن هذا ليس لقدرتهم الأكاديمية القليلة، فالكثير كانوا من التّلاميذ الأذكياء نسبياً، والّذين يدرسون ليلاً ونهاراً. ولكن السّبب يعود إلى الأسلوب في طريقة الدّراسة، لا إلى كمية الوقت الّذي يقضيه التّلميذ للدراسة.

في الحقيقة، يُمكننا إنجاز العديد من الأشياء في وقتٍ قصير، لذلك إذا أردت أن تدرس أقل، فعليك بتعلّم طرق الدّراسة الصّحيحة.

العدد 1140 - 22/01/2025