ازدحام على الكازيات وطرق مبتكرة لاتساع السوق السوداء

يستمر الازدحام على محطات الوقود، وخاصة من وسائط النقل طلباً للمازوت، والجديد على الساحة هو تمدد السوق السوداء واتساع أدواتها ومنافذها بوسائل جديدة ومبتكرة.

فقد كشف أحد سائقي الباصات أن الكمية التي يحصلون عليها لا تتعدى 50 لتراً يومياً، وبشق الأنفس، ما يضطرهم لدفع مبلغ يتراوح بين 140 و175 ليرة للتر الواحد في السوق السوداء، خارج محطات الوقود، كما أنهم يحصلون على هذه الكميات بصعوبة بالغة أيضاً، إذ لا يحصل الكثير منهم إلا على 20 لتراً، وهذا ما يؤثر سلباً على القيام بالخدمة على خطوط النقل ما يخلق لديهم الكثير من الإشكالات مع المواطنين.

وتحدث عدد من السائقين العاملين على خط دمشق دمر -مشروع دمر قدسيا عن أوجه أخرى لمشكلة المازوت، كقيام عدد من الكازيات والصهاريج المكلفة ببيع المواطنين باستغلال حاجتهم للمادة وبيعها لهم بسعر 150 ليرة، لأن أغلب الباصات تقل طلاباً وموظفين إلى أعمالهم ومدارسهم، وهذا ما يساهم في تمدد السوق السوداء.

ويتحدث أصحاب سيارات النقل الميكرو باص عن معاناتهم أثناء التعبئة من الكازيات المخصصة لهم إذ اُدفع مبالغ عالية لعمال المضخات على أن يزيد العامل كمية المازوت المخصصة لكل ميكروباص،  فضلاً عن دفعهم رشاً لتقريب الدور على حساب آخرين يقفون ساعات طويلة بانتظار دورهم.

فسعر ليتر المازوت في السوق السوداء وصل إلى نحو 175ل.س بل 200 ليرة للتر الواحد مما يشكل أزمة حقيقية لسائقي الباصات والسرافيس مما يضطرهم لرفع أجرة الراكب واستغلال تجّار الأزمات لهذه المشكلة، فهذا الوضع خلق تجارة تدر على أصحابها مبالغ طائلة على حساب المواطنين والفقراء. كما أن تسجيل المواطنين على أساس البطاقات العائلية تزيد من أزمة المازوت وتتسبب بجشع بائعي صهاريج المازوت، إذ يبيع المواطن القسيمة ذات المئتي ليتر للمندوب المكلف بالتعبئة بقيمة ألفَيْ ليرة سورية، والمندوب يحصل على كميات كبيرة ليبيعها بالسوق السوداء بسعر يصل إلى 200 ليرة سورية للتر الواحد وهذا ما يتسبب بنشوء تجار الأزمات والسوق السوداء.

كما وردتنا شكوى من أحد أحياء دمشق أن أحد موظفي سادكوب قد أفرغ في خزانه مايقارب 1000 ليتر خلال مدة أسبوع على دفعات متتالية،  بينما الموطنون ينتظرون أكثر من شهر ليأتي دورهم،  هذا إن أتى دورهم، والجدير بالذكر أن المندوب الذي يجول على الأحياء يأخذ من كل مواطن 1000 ليرة أو أكثر زيادة عن السعر المحدد من مديرية التموين.

نتمنى من الجهات المعنية بالقيام بجولات فجائية على محطات الوقود وأماكن بيع المازوت والبنزين في السوق السوداء، ومعالجة جميع هذه المشكلات لما فيه خير جميع المواطنين ومصلحتهم.

العدد 1140 - 22/01/2025