بذريعة نقل «الضريح».. وبهدف دعم الإرهابيين عدوان تركي سافر على سورية
تجاوزت السلطة الأردوغانية كل الخطوط والمعاهدات والأعراف، بل تجاوزت حتى الدعم العسكري واللوجستي للإرهاب التكفيري الذي يسعى إلى هدم كل ما هو خيّر ومضيء وتقدمي وعلماني في سورية، وقامت في صباح يوم الأحد 22 شباط 2015 باعتداء عسكري على الأراضي السورية، بذريعة نقل ضريح (سليمان شاه) إلى مكان آخر.
إن انسحاب القوات التركية لا يعني وقف الأعمال العدوانية ضد سورية، بل يؤكد نية الأردوغانيين التدخل في الشأن السوري لدعم الإرهابيين.
لقد هال العثمانيين الجدد تقدمُ الجيش السوري في مكافحته إرهاب داعش وشركائها، وإصرار الشعب السوري على دعم قواته المسلحة في مواجهة القادمين من أكثر من 80 بلداً تنفيذاً لمخطط الإمبريالية الأمريكية وشركائها الخليجيين والأتراك، بتشكيل شرق أوسط جديد وفق المصالح الأمريكية والصهيونية. كما أفزعهم تأييد الرأي العام العالمي لضرورة مكافحة الإرهاب وداعميه ومموليه، خاصة بعد صدور القرار الأممي رقم 2199 المتضمن قطع التمويل عن المنظمات الإرهابية، وأفزعهم تراجع بعض الدول الأوربية عن مواقفها السابقة بتأييد المعارضات المسلحة، وتأكيدها الحل السلمي للأزمة السورية وفق إرادة الشعب السوري.
كذلك فإن بدء حوار السوريين حول إنهاء أزمة بلادهم، واستعدادهم لجولة أخرى من الحوار أزعج أصحاب النوايا العدوانية في تركيا الأردوغانية، خاصة أن هذا الحوار جرى دون اشتراك عملائهم في (الائتلاف) الذين وضعوا أنفسهم في خدمة المخططات الأمريكية الأردوغانية.
إن المناخ السياسي الدولي لا يميل اليوم إلى جانب المتدخلين في الشأن السوري، رغم نوايا الأمريكيين بتدشين معسكرات تدريب الإرهابيين (المعتدلين) الشهر المقبل في تركيا، وهذا التحول المبدئي كان انعكاساً لصمود سورية وشعبها وجيشها أربع سنوات لم يترك خلالها التحالف الدولي المعادي لسورية بقيادة الإمبريالية الأمريكية وسيلة إلا واستخدمها لقهر إرادة السوريين.
الشعب السوري، الذي دافع عن بلاده في وجه أطماع الأتراك أكثر من مرة، سيقف اليوم صفاً واحداً وراء دولته، وجيشه، للدفاع مرة أخرى عن سيادة سورية، وسيواصل في الوقت ذاته حوار مكوناته السياسية والاجتماعية، للتوافق على مستقبل بلاده الديمقراطي العلماني، المعادي للهيمنة الأمريكية والصهيونية.