المؤتمر الثاني عشر للحزب الشيوعي السوري الموحد.. أهداف ونتائج
لكل فعل أهداف قريبة ومباشرة، وأخرى بعيدة واستراتيجية.. ولما كانت أهم الأهداف المباشرة للمؤتمر هي الاستفتاء على سياسة الحزب خلال الأزمة، التي طرحت على شكل مشاريع تقارير (تنظيمي – سياسي- اقتصادي واجتماعي)، نوقشت في قواعد الحزب على مدى عدة أشهر، ونشرت على صفحات (النور) للمناقشة العامة من الرفاق والأصدقاء والمهتمين بالشأن العام، فقد كانت حصيلة المؤتمر أن الرفاق والمنظمات عموماً أبدوا وأعلنوا الموافقة العامة مع بعض الملاحظات والتوصيات، مما أكسب الرفاق ثقة أكبر بحزبهم وسياسته.
أما لجهة الحضور، ورغم حصول ما لم يكن متوقعاً بقطع الطريق العام بين حلب ودمشق، وكذلك الرقة، وصعوبة الخروج من دير الزور، إلا أن الحضور كان مقبولاً ولافتاً، ومثلت جميع المحافظات والمنظمات في المؤتمر، وانحصر الغياب ببعض الرفاق في المناطق المذكورة، وهؤلاء أرسلوا ملاحظاتهم وتوصياتهم ومباركاتهم المذكورة، وعبروا عن سعادتهم بنتائجه.
وكان أنصع ما يتحلى به الشيوعيون من الثقة والإنسانية ونكران الذات، هو انتخاب بعض الرفاق الغائبين إلى بعض الهيئات القيادية غيابياً، وكان عدد الأصوات التي حصلوا عليها يشير أن الرفاق قدموهم على أنفسهم، وهذه أعلى درجات الوفاء والالتزام، ولا أبالغ إذا قلت إن حزباً يملك هذه الأخلاق والتلاحم لا يخشى عليه.
وكان من الأهداف المباشرة للمؤتمر تأكيد الحضور السياسي داخلياً وخارجياً.. فعلى الصعيد الداخلي حضر حفل افتتاح المؤتمر تنوع سياسي غير مسبوق من قيادات أحزاب ومنظمات شعبية ومهنية وفلسطينية ومن جميع المستويات والألوان من قيادة حزب البعث إلى أحزاب الجبهة والأحزاب المرخصة والمنظمات الفلسطينية، ومن ما يسمى (الموالاة) و(المعارضة)، وكان ذلك نموذجاً من نماذج الوحدة الوطنية، وتأكيد أن الاختلاف لا يفسد الود لسورية. كما أن الحضور الرسمي والحكومي والدبلوماسي في مثل هذه الظروف كان تحدياً لكل أعداء سورية في الداخل والخارج.
أما الحضور العربي والدولي، فنستطيع القول بثقة إن جميع من دُعي حضر، ومن لم يحضر أرسل برقيات تحية.
كان الحضور مهرجاناً لدعم صمود الشعب السوري، والحزب الشيوعي السوري الموحد، وفي هذا المجال لا يمكن لأي رفيق شيوعي إلا أن يتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في تقديم التسهيلات والحماية والاستضافة، ونخص أفراد الجيش العربي السوري وقوى الأمن الداخلي.
وكان من الأهداف المباشرة أيضاً الإعلام والصدى، ونستطيع القول إن الإعلام غطى أعمال المؤتمر عبر وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، بغض النظر عن المؤيد له والمعارض، وحتى المعارض دليل متابعته واهتمامه، وله حرية الرأي بالتقييم سلباً أم إيجاباً.
إضافة إلى ذلك سمعنا إطراء ونقداً وتساؤلات، وكل ذلك يدل على الاهتمام، ويؤكد أن حزبنا حاجة موضوعية لشعبنا السوري، ونستطيع القول بثقة وتواضع إننا لامسنا درجة الرضا عن النفس في هذا المجال.
أما الأهداف البعيدة، ولا نقصد هنا الأهداف الاستراتيجية أكاديمياً، لأن مجالها في مكان آخر، وإنما تأثيرات المؤتمر خلال السنوات اللاحقة.
في المؤتمر دوى صوت الشباب، العارف لفكر الحزب وأهدافه، والماسك جيداً لسياسته، وتحقق شعار الحزب بالتجديد والتواصل عبر الهيئات القيادية، وكان حضور الشباب في هذه الهيئات مميزاً وسابقة في تاريخ حزبنا وحياته، يظللها روح وطنية وشعور عال بالمسؤولية، وكذلك الحضور النوعي للمرأة.
ومن استراتيجيات الحزب في حياته العملية، ومهامه النضالية، هي اندماج المهام الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية والثقافية اندماجاً عضوياً في حزمة واحدة ومتكاملة وتصاعدية متطورة، وأثبت المؤتمر والحياة العملية صحة هذا التوجه، كما جرى التركيز على الحاجة الموضوعية إلى تعزيز الوحدة الوطنية على أسس ديمقراطية.
كما خرج المؤتمر باستنتاج مفاده أن التضييق على القوى التقدمية والعلمانية، سينتج قوى متطرفة وإرهابية، مما يوجب أيضاً الدعوة إلى حوار منفتح للوصول إلى ميثاق وطني شامل، على أسس
ديمقراطية وشراكة وطنية في ظل دولة المؤسسات والقانون، وإقامة الجبهات والتحالفات وإعادة الاعتبار للسياسة، للوصول إلى سورية الغد المشرق.
********
الهيئات القيادية الجديدة
هيئة رئاسة اللجنة المركزية
انتخبت اللجنة المركزية بالإجماع الرفيق نبيه جلاحج رئيساً لهيئة رئاسة اللجنة المركزية، كما انتخبت الرفاق فؤاد البني وخليل داود وأحمد بوسته جي وعيسى العتمة وعلي ريّا، أعضاء هيئة الرئاسة.
لجنة الرقابة
وانتخبت المؤتمر لجنة الرقابة التي اجتمعت وانتخبت الرفيق عبدالله صالح أحمد رئيساً للجنة، وفي عضويتها الرفاق:
عبد السلام عبدالله، مصطفى عيسى، لويزا عيسى، فواز إبراهيم، أديب حلبي، مشهور غريبة، بسام غريب، عيسى علي حسن، سامي أبو عاصي، جمال كريم.
المكتب السياسي
وانتخبت اللجنة المركزية المكتب السياسي من 12 رفيقاً وهم: ملول الحسين، فؤاد اللحام، علم الدين أبو عاصي، نجم الدين خريط، وفيقة حسني، حسيب شماس، إسماعيل الحجو، محمود عفيف، إنعام المصري، عبد الرزاق درجي، عدنان كيزاوي، باسم عبدو.