بوتين: موقفنا في تأييد الرئيس الأسد وحكومته صحيح ومن الصعب جداً أن يتوقع منا أي شيء آخر
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا مستعدة لإجراء حوار مع الرئيس بشار الأسد للقيام بإصلاحات سياسية في البلاد.
وقال الرئيس بوتين في حديثه أمام الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الدولي في بطرسبورغ: (إننا على استعداد للدخول في حوار مع الرئيس بشار الأسد لجهة أن يقوم، بالتعاون مع المعارضة السلمية، بإجراء إصلاح سياسي)، معرباً عن اعتقاده بأن (ذلك أمر بنّاء للغاية وقابل للتنفيذ).
وفي رده على سؤال حول إمكانية طلب روسيا من الرئيس الأسد التخلي عن منصبه، قال الرئيس الروسي إن (هذا الموضوع لا يمكن لأحد أن يطرحه سوى الشعب السوري بذاته).
وأضاف بوتين: (إننا مستعدون للاستمرار بالعمل مع الرئيس الأسد لضمان الطريق إلى التحولات السياسية، كي يشعر جميع المواطنين في سورية بإمكانية الوصول إلى آليات الحكم، وللابتعاد عن المواجهة المسلحة، ولكن ذلك لا يمكن تحقيقه عن طريق استخدام القوة).
وقال بوتين إن (بواعث قلقنا مبنية على حقيقة أن سورية يمكن أن تزجّ في الحالة نفسها التي وقعت فيها ليبيا أو العراق)، مبيناً أن موسكو لا تريد أن يحل مسار الأحداث نفسه في تلك البلدان في سورية، قائلاً إن (هذا ما يمليه علينا موقفنا في تأييد الرئيس بشار الأسد وحكومته، ونحن نعتقد أنه موقف صحيح، وكان من الصعب جداً أن يتوقع منا أي شيء آخر).
إلى ذلك أكد بوتين عدم وجود حزم أمريكي كاف في محاربة تنظيم داعش الإرهابي في العراق، وقال: (إنه كان بإمكان الولايات المتحدة أن تبذل جهوداً أكبر في حربها ضد التنظيم المذكور).
وأضاف بوتين في حديثه: (إننا ندعو جميع شركائنا الأوربيين وفي المقدمة الولايات المتحدة، إلى بذل المزيد من الجهود لمحاربة الشر المطلق الذي نعتقد أنه في الأصولية وفي تنظيم (داعش) أو حتى في التشكيلات الأخرى من هذا القبيل التي تعتبر في الأساس حلقات للمنظمات الإرهابية الدولية المعروفة في جميع أنحاء العالم، والتي تسببت مراراً عديدة في توجيه ضربات ضد الولايات المتحدة نفسها).
وحثّ بوتين دول الغرب والولايات المتحدة للعمل معاً في مواجهة التحديات المشتركة، وقال: (إن ما يوحّدنا هو الرغبة في العمل ضد التهديدات المشتركة، مثل الإرهاب وخطر المخدرات وإمكانية التوجه الخطير نحو انتشار أسلحة الدمار الشامل).
ويؤكد العديد من المحللين والكتاب أن تنظيمي (القاعدة) و(داعش) الإرهابيين ليسا إلا صناعة صهيونية أمريكية لخدمة مصالح الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي وضرب الدول المقاومة لمشاريعهما في المنطقة.
وفيما يتعلق بالعلاقات الروسية الصينية وصف بوتين المستوى العالي لتطور هذه العلاقات بالطبيعي، لافتاً إلى أنها لا تستند فقط إلى الموارد الطبيعية الروسية والقدرات المالية الصينية. وقال (إن روسيا والصين لديهما بعض القيم المشتركة التي ندافع عنها معاً وبفعالية عالية على الساحة الدولية، وهي المساواة والعدالة في الحق في المشاركة في حل القضايا الدولية الرئيسية).
واعتبر الرئيس الروسي دعم الكونغرس الأمريكي للاتفاقية الأممية حول البرنامج النووي الإيراني بالهام جداً، وقال (إنه على الرغم من كل تعقيدات هذه المسألة فإن رئيس الولايات المتحدة سيكون قادراً على تحقيق النتائج الإيجابية التي سوف تكون بالتأكيد في سياسته الخارجية إحدى أهم الإنجازات في مرحلة رئاسته).
وبشأن الأوضاع في أوكرانيا لفت بوتين إلى أن حل الأزمة في هذا البلد لايمكن أن يتحقق عن طريق استخدام نفوذ روسيا في الجنوب الشرقي فقط، مؤكداً الحاجة إلى التأثير في سلطات كييف أيضاً.
ودعا بوتين إلى ضرورة التنفيذ الكامل للاتفاق الذي تم التوصل إليه في مينسك قائلاً: (لو كان هناك ما لا يرضينا لما وضعنا توقيعنا على هذه الوثيقة، ولكن ما دمنا قد وضعنا توقيعنا عليها فسوف نواصل إصرارنا من أجل التقيد بها وتنفيذها بالكامل).
وكان قادة دول رباعية النورماندي التي تضم روسيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا وقّعوا في شباط الماضي في العاصمة البيلاروسية مينسك اتفاقاً لوقف إطلاق النار شرق أوكرانيا، بدءاً من 15 شباط، كما تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع مشروع قرار روسي بشأن الوضع في أوكرانيا يدعو الى وقف فوري للعمليات القتالية في جنوب شرق البلاد، وينص على وجوب أن ينفذ طرفا النزاع بنود اتفاق مينسك2 بصورة كاملة.