«المحبة»… فينيقية الهوى
يبحر الفينيق ليرسل عبر شواطئها التي كتبت سر الهوى سلاماً لكل العالم، سلاماً يعبق بالمحبة والعشق والسلام.. أوغاريت التي نقشت بأنامل الفينيق حضارتها، وكتبت حروف الأبجدية الأولى وسفرتها للعالم على موج البحر أغنية عشق ومحبة، ورتلت حضارتها موسيقا جميلة أبدعتها حناجر مغنيها، ولحنتها أنامل عازفيها بصفاء ونقاء، لتزرع الفرح في كل قلب تلامسه وتكتب الهيام في روح من يسمعها، للشام ذكرى جميلة في اللاذقية تعن بالبال وتهيم بالروح كلما اقترب آب، وأنشد الليل حكايا السهر على شواطئ سقاها الله في اللاذقية طرباً وفرحاً وجمالاً.. لتغني فيروز نثرات جبرانية للمحبة.. المحبة تجعلنا كالثلج أنقياء.. وللمحبة مع اللاذقية موعد غير كل المواعيد..موعد رسمته ليالي الصيف وحاكه الفجر غزلاً بخيوط الشمس.. ليحيا بالذاكرة السورية إيقاعاً ينعش الروح والنفس في ليالي الحرب التي لم تستطع، رغم نيرانها وقساوة لياليها، أن تحرق وتزيل المحبة من قلوب السوريين العاشقين لهوى المحبة النقية الصافية… لتعود بنا الذاكرة خمس سنوات لنعيش عرس المحبة الجميل الذي توج اللاذقية عروساً شامية على المتوسط..
أربع سنوات مرت على آخر دورة لمهرجان المحبة الذي كان يقام في اللاذقية عروس المتوسط بلياليه الملاح التي أطربت شهريار الزمان، وجعلت شهرذاد تقف محتارة بوصف المحبة بدرر الكلام..
كان مهرجان المحبة مهرجان الباسل يعيد لحياة السوريين التجدد والأمل وردود فعل إيجابية بتنوعه الفني والثقافي والاجتماعي، وهو من أبرز المهرجانات العربية الذي تتنوع فعالياته بمختلف الألوان والأطياف… أقيم مهرجان المحبة أول مرة في عام 1988 واستمر بدوراته حتى بداية الحرب على سورية.. ولمهرجان المحبة دور بارز في حياة الجميع، فمن لياليه انطلقت أصوات كثيرة لتصل إلى القمة، وفي لياليه غنى المشاهير والكبار ووقفت على منصته الفرق المسرحية، وفي صالاته أقيمت المعارض الفنية والثقافية المتنوعة، التي عرفت على تراث سورية الجميل وقص حكايا الفينيق وملاحم أوغاريت التي كتبت اللغة أبجدية سفرتها لكل العالم.. وستبقى أبجدية العالم ولغتهم فينيقية سورية.. فمن بحرها سافرت المحبة لكل العالم.. ومن ثقافتها تعلم العالم معنى الحرف والكبرياء والشرف.. فينيقية محبتنا.. سوريٌ كبريائنا وشموخنا.. شامُ حبنا وعهدنا.. شام التي توجت اللاذقية ملكة على عرش الأبجدية.. وكتبتها في سطور سوريتنا فينيقية الهوى.. وستبقى المحبة سفيرة السوريين لكل العالم.