أيلول هل له من حلول؟ بالأرقام: المكدوسة تكلف وسطياً 92 ليرة !
ها هو ذا أيلول يقترب وتبدأ معه معاناة الأسر، فهي تواجه خلال شهر واحد تحديات مادية تتمثل بالمدارس والمونة كالمكدوس وتموين البندورة وغيرها من السلع، التي من شأنها أن تثقل كاهل الأسر وتجعلهم يضعون (مخططاً) استراتيجياً لهذه التحديات لمعرفة كيف يمكن تخطيها بسلام.
حالياً المستهلك يواحه مونة المكدوس، إذ اعتادت الأسرة السورية على تموين هذه المادة الغذائية في كلّ عام، وتعدّ من الوجبات الأساسية على السُّفر السورية، ولكن مع الأزمة الحالية أصبحت هذه الوجبة تتقلص شيئاً فشيئاً من حيث الكمية حتى أن الكثير من الأسر وضعتها ضمن خانة (المحظورات) لأسباب مادية.
ونشرت بعض الصحف المحلية مؤخراً بأن تكلفة المكدوسة الواحدة وصل إلى نحو 100 ليرة، في حين استطعنا الحصول على الرقم الدقيق لتكلفة المكدوسة وذلك من خلال احتساب تكاليف العناصر المكونة لها.
عضو جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها بسام درويش أشار في تصريحه ل(النور) أن تكلفة المكدوسة تصل إلى 50 ليرة دون إضافة الزيت لها، في حين تصل إلى نحو 75 ليرة مع إضافة الزيت الذي يعتبر العنصر الأكثر غلاء في مونة المكدوس.
وأشار درويش إلى أن سعر صفيحة الزيت بلغ في أسواق دمشق نحو 15 ألف ليرة وهناك أسعار أقل وذلك حسب نسب (الغش) في الزيت، مشيراً إلى أن سعر كيلو الباذنجان وصل إلى 100 ليرة وهو يحوي نحو 13 باذنجانة كحد أقصى في حين تراوح سعر كيلو الجوز ما بين 2800 و3600 ليرة وذلك حسب نوعيته، في حين بلغ سعر كيلو الفليفلة ما بين 100 و 125 ليرة وكيلو الثوم نحو 800 ليرة.
ولفت إلى أن الإقبال على مونة المكدوس يعتبر (وسط) وذلك لضعف القدرة الشرائية.
(النور) حاولت الوقوف على التّكلفة الواقعية لمونة المكدوس على الأسرة السورية المكونة من خمسة أفراد، والتي تحتاج إلى ما لا يقل عن 50 كيلو مكدوس في العام الواحد وسطياً، وبالطبع هذا الرقم يعتبر متوسطاً مقارنة مع الأعوام السابقة، إذ كانت مونة الأسرة تصل إلى نحو 70 كيلو مكدوس، إلا أنّ ارتفاع تكلفة المونة جعلت الأسرة تقلّص كمية المونة.
بالأرقام
يصل سعر كيلو الباذنجان وسطياً حالياً ضمن أسواق دمشق وريفها إلى نحو 100 ليرة، وهو يختلف من حيث النوعية ومكان الزراعة، فهناك الباذنجان الحمصي ويتراوح سعره ما بين 100 و110 ليرة، وهناك الباذنجان المزروع في الضمير ويصل سعره إلى نحو 90 ليرة للكيلو، ولكن لنقل وسطياً أن سعر كيلو الباذنجان هو 100 ليرة على اختلاف نوعه مع ترشحه للارتفاع في الأيام القليلة القادمة لزيادة الطلب عليه وقلة الإنتاج الزراعي وفق الكثير من البائعين، الذين أشاروا ل(النور)، إلى أن بداية الموسم تكون أسعار الباذنجان أرخص من وقت زيادة الطلب عليه، وبالطبع الأسرة تحتاج إلى 5000 ليرة سعر 50 كيلو باذنجان فقط، وهي تحتاج إلى 10 كيلو من مكدوس الفليفلة ويصل سعر الكيلو الواحد إلى 125 ليرة ليبلغ سعرها نحو 1250 ليرة ليصبح المجموع الكلي لمادتي الباذنجان والفليلفة 6250 ليرة.
هنا نقطة البداية، أما ما بعد الباذنجان فالخطب أعظم، إذ يحتاج هذا الباذنجان إلى (الحشوة) المكونة من الجزر والجوز والفليفلة الحمراء، وبالطبع كل شيء هيّن إلا سعر الجوز، إذ يصل سعر الجوز الأوكراني إلى 2800 ليرة للكيلو والبلدي إلى 3600 ليرة، ويحتاج كل 20 كيلو مكدوس إلى كيلو ونصف من الجوز (مع التقشف في الحشوة)، بمعنى أن 60 كيلو من المكدوس، تحتاج إلى نحو 4 كيلو من الجوز، وبالطبع المستهلك لن يشتري البلدي بل سيتوجه إلى الأرخص وهو الأوكراني ويصل سعر 4 كيلو جوز أوكراني إلى 11200 ليرة، ليصبح مجموع سعر الباذنجان والفليفلة والجوز 16200 ليرة.
وبعد الجوز يأتي المصاب الأكبر ألا وهو الزيت.. فكل 20 كليو باذنجان تحتاج إلى 4 كيلو زيت وسطياً، وهنا تختلف الأسر في وضع الزيت فهناك بعض الأسر تضع الزيت البلدي (زيت الزيتون) وهناك من يقوم بوضع الزيت الأبيض فقط وهناك من يقوم بخلط الاثنين معاً، وبالطبع يتوقف ذلك ل وفق الأذواق ولكن وفق القدرة المالية للأسرة، فزيت الزيتون يعتبر الأغلى والزيت الأبيض هو الأرخص من حيث التكلفة، ولكن معظم الأسر تقوم بخلط النوعين معا أثناء مونة المكدوس، ولا يخفى على أحد أنّ سعر (صفيحة) الزيت ذات الوزن 16 كيلو يصل إلى نحو 15 ألف ليرة، وتحتاج إلى نحو نصف تنكة زيت زيتون ونصف تنكة أخرى من الزيت الأبيض ليصبح المجموع وسطياً نحو 7 آلاف ليرة زيت خاص للمكدوس، وليصبح المجموع الكلي لتكلفة مونة المكدوس نحو 200,23 ليرة، وبالطبع لا ننسى الجزر الذي يباع حالياً ب100 ليرة للكيلو وهي تحتاج إلى نحو 4 كيلو من الجزر أي 400 ليرة كما تحتاج إلى 4 كيلو ثوم وسعر الكيلو نحو 800 ليرة أي 3200 ليرة، بمعنى أن التكلفة الكلية تصل إلى أكثر من 26800 ليرة لمونة المكدوس فقط بنوعيه الباذنجان والفليفلة، مع الإشارة إلى أن هذه التكلفة تعتبر وسطية وتقديرية.
ووفقاً للرقم السابق تصل تكلفة الكيلو الواحد إلى 536 ليرة، ولنقل وسطياً إن الكيلو الواحد فيه نحو 7 حبات باذنجان وفليفلة لتصبح تكلفة المكدوسة الواحدة نحو 76 ليرة وسطياً.
المكدوسة الواحدة تكلف نحو 92 ليرة وسطياً!
وأكّد أحد العاملين سابقاً في معمل كونسروة للمونة الجاهزة، أن تكلفة المكدوسة الواحدة والتي تم حسابها من قبل الشركة الخاصة التي كان يعمل بها تصل إلى نحو 23 ليرة، وذلك قبل الأزمة التي تمر على سورية، مشيراً إلى أن تكلفة المكدوسة الجاهزة حالياً للأكل تصل إلى أربعة أضعاف الرقم السابق وذلك وفقاً لمختلف الأسعار التي تضاعفت وسطيا إلى ثلاثة أضعاف نتيجة تضاعف سعر الصرف، أي أن تكلفة المكدوسة حالياً تصل وسطياً إلى نحو 92 ليرة، لافتاً إلى أن هذا السعر يعتبر مبدئياً وقد يرتفع أكثر في حال زيادة الطلب أو نقص العرض في الأسواق الخاصة بالمونة.
ما نود الإشارة إليه إلى أن مونة المكدوس التي تصل تكلفتها كما ذكرنا إلى أكثر من 20 ألف ليرة بشكل وسطي مع التقشف، كانت تكلف الأسرة قبل الأزمة التي تمر على سورية نحو 5 آلاف ليرة أو يزيد قليلاً، وبالطبع المونة على اختلاف أشكالها أصبحت تشكل عبئاً ثقيلاً على الأسر، وخاصة مع اتساع الفجوة بين الدخل وبين الأسعار مما دفع العديد من الأسر إلى الابتعاد عن فكرة المونة هذا العام الذي شهد جمودا في الطلب على مواد المونة مثل البازلاء والفول والبندورة وغيرها من المواد الغذائية الأخرى، الأمر الذي غيّر في العادات الاستهلاكية لدى الأسر وجعلها تتبع برنامجاً تقشفيا بحتاً للمحافظة على دخلها أمام عملقة الأسعار.