إلى رجل قررت أن أقول الحق..
سأقول الحق.. كل الحق، ولكن أين أنت أيها الحق؟ من يجمعني بك؟ أسمع وأؤمن بك ولا أجدك، بينما الباطل يملأ علينا عيشنا في العمل والشارع والبيت، يسرح ويمرح على هواه، ولا من مراقب ولا محاسب!
قررت الابتعاد عنك أيها الرجل الذي أحب، فسافرت تاركة كل ما يشدني إليك ويذكّرني بك.. سافرت إلى مكان بعيد بعيد.. حيث أغمضت عيني عن كل ما يخص القلب والروح.. غفوت وما صحوت حتى رأيتك إلى جواري، بكل عذوبتك وتعذيبك.. بكل رفعتك وتهذيبك.. بل بكل سطوتك واستسلامي.
أيها الرجل الذي يلفك سحر الشرق..
يا من تقتلعني نظراتك كرياح الشمال، وتغمرني ابتسامتك بدفء الجنوب، هل تتنازل يوماً وتعتقني مثل (جنتلمان) فرنسي؟ هل تحررني منك، لأعود إلى نفسي؟ لقد ضيعتني! صرت أبحث عن نفسي، عن ذاتي ليل نهار، بلا جدوى!
أيها الرجل الخارق السارق.. يا من سرقتني مني.. يا من كنت أسترق النظرات إليه من بعيد.. وعندما تقع عيناي تحت جارح لفتته، يرتجف فؤادي وترقص أحلمي، وتطير بي الدنيا إلى أماكن ومشاعر، ما عرفتها طوال عمري.
يا من أحب فيك كل شيء!
نظرتك.. ابتسامتك.. زعلك.. رضاك.. غضبك.. قررت أن أخرق القاعدة وأقول لك: (أكرهك بقدر ما أحبك)!
لقد أحببتك بإرادتي، سأكرهك بإراداتي.. وسأتركك بإرادتي.. لقد قررت أن أستقيل منك.. وأعرف أني سأستقيل آنئذ من نفسي، وهذا مستحيل، غير أني.. سأستقيل