عثمان الحامد مدير عام المخابز لـ«النور»:النوعية والوزن والنظافة هي ما نشدّد عليه

 واقع الرغيف في محافظة طرطوس عانى في الفترة الماضية كثيراً وطالته العديد من المقالات عبر الصحافة المحلية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت في مجملها تضع اللوم على المخابز، بالرغم من وجود بعض العوامل الخارجة عن إرادة العاملين فيها، كارتفاع نسبة استخراج الدقيق ونوعية الخميرة، ولكن بالرغم من كل هذا تفاوتت نوعية الرغيف بين مخبز وآخر، وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على أن هذه العوامل ليست وحدها المسؤولة عن تدهور نوعية الرغيف.

وكنّا قد كتبنا في جريدة (النور) عدداً من المقالات التي قارنّا فيها بين نوعية الرغيف في المخابز الحكومية ونوعيته في المخابز الخاصة، وقلنا يومذاك  إن المواطن محكوم بمعادلة تحتاج إلى حل وهي أن نوعية الرغيف في المخابز الحكومية أقل جودة مما هي عليه في المخابز الخاصة، ولكن الوزن في المخابز الخاصة أقل بكثير مما هو عليه في المخابز الحكومية، وسمعنا يومذاك  العديد من القصص منها التلاعب في توزيع مادة الطحين بين المخابز الخاصة والحكومية قياساً بجودة الطحين بين مطحنة وأخرى ولا داعي للعودة إلى كل ما قلناه.

جولة وقرارات

في زيارة عثمان الحامد مدير عام المخابز بسورية الأسبوع الماضي إلى محافظة طرطوس للاطلاع على حقيقة ما يقال عن واقع الرغيف، رافقته جريدة (النور) في الجولة، إضافة إلى مدير فرع المخابز صلاح علي، والمدير الفني، والمفاجأة كانت أن نوعية الرغيف والوزن والنظافة كانت لافتة في بعض المخابز وعلى العكس في بعضها الآخر، فالجولة التي بدأت من مخبز الرمل لم تكن مرضية حيث الازدحام على نوافذ البيع وتراكم القطع التالفة والأوساخ في ساحة المخبز، ونوعية الرغيف غير الجيدة، ما دعا مدير عام المخابز لاتخاذ إجراء فوري يقضي بتغيير مدير المخبز وإعطاء التوجيهات والتعليمات بضرورة تجاوز تلك المشاهد والنهوض بواقع الرغيف في المخبز. بعد ذلك توجهنا إلى مخبز الجولان الذي كثرت الأقاويل والقصص عنه الأشهر الماضية بعد انحدار نسبة التنفيذ فيه، إضافة إلى نوعية الرغيف غير المقبولة التي كانت سبباً في إحالة المدير السابق وبعض العاملين فيه إلى الرقابة، وتكليف مدير جديد بإدارة، المخبز وللأمانة فقد فوجئت بنوعية الرغيف فيه ولم يختلف الوضع في باقي المخابز، فقد كانت وجهة الفريق إلى مخبز الدريكيش الذي تحسّن واقع الرغيف فيه بشكل لافت بعد تغيير المدير السابق، بالرغم من انعكاس واقع الطحين والخميرة على جودة الرغيف فيه في بعض الأحيان فيما مضى، وقد استمع المدير العام إلى شكاوى العمال وكان جادّاً في تلبيتها ضمن الإمكانات التي يسمح بها القانون بشكل فوري.

ختام الجولة كان في مخبز صافيتا حيث قام المدير العام بمكافأة العاملين في المخبز نتيجة لنوعية الرغيف الممتازة والوزن النظامي والنظافة في المخبز.. كما أجاب السيد عثمان الحامد على أسئلة جريدة (النور) المتعلقة بمشاهداته عن واقع الرغيف في المحافظة.

رأي المدير العام

(في البداية نتمنى لسورية الخروج من هذه الازمة اللعينة، وندعو الله أن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى. وفيما يتعلق بواقع الرغيف في طرطوس، فهو كما شاهدتم معنا جيد في الكثير من المخابز، ولكن هناك عدد قليل من المخابز لا يزال الرغيف دون المستوى المطلوب فيها، وقد وجّهنا إلى ضرورة النهوض بواقع الرغيف وإيصاله إلى المواطن بالشكل المطلوب، فمن حق المواطن الحصول على الرغيف الجيد لا سيما بعد زيادة ثمن ربطة الخبز. لن نتسامح مع أي خلل في أي مخبز بخصوص واقع الرغيف من حيث النوعية والوزن والنظافة، وعلى كل مدير مخبز أن يضع هذه العوامل نصب عينيه، فمن خلالها يتم الحكم على المدير وعلى العاملين في أي مخبز. وأود الإشارة إلى أننا متعاونون إلى أقصى الحدود مع مستلزمات العملية الإنتاجية، ولن نتردّد أبداً في الموافقة على كل ما من شأنه الرقي بواقع الرغيف، لا في طرطوس وحدها فقط، بل أيضاً على كامل مساحة الوطن).

مدير فرع المخابز بطرطوس

صلاح علي مدير فرع المخابز بطرطوس أكد لنا أن إنتاج الرغيف الجيد سيتلمسه المواطن في الفترة القادمة، بعد تحسّن واقع الطحين وجودة الخميرة، وأضاف: لدينا في طرطوس ثمانية مخابز حكومية موزعة على المحافظة والمناطق التابعة لها بطاقة إنتاج تقدّر بنحو 180 طناً يومياً، لكننا ننتج نحو 220 طناً يومياً. نوعية الخبز في الفترة الأخيرة مستقرة بشكل عام وتتفاوت بين مخبز وآخر، وهذا يعود إلى الخبرة الفنية الموجودة في كل مخبز والى نوعية الدقيق، فنحن نستلم الدقيق التمويني من مطحنة طرطوس وهو الأجود، ودقيق المطاحن الخاصة والمنتج فيها غير جيد كمطحنة سرور، ويحوّل كامل إنتاجها إلى المخابز الحكومية وخاصة المخابز البعيدة في المناطق. نوعية الخبز باتت مقبولة أو جيدة، وهناك بعض المعوقات التي لا يمكننا تجاوزها، فالتوزيع المباشر يوفر لنا إمكانية إيصال الرغيف إلى المواطن دون تكديسه لساعات طويلة في المخبز قد تكون طيلة الليل، وكما هو معروف فإن الرغيف يتأثر بهذا إضافة إلى شروط تخزينه لدى الباعة والمعتمدين وشروط نقله أيضاً، وهنا لا بدّ لنا من الإشارة إلى أننا نشترط على سيارات النقل وجود رفوف أو صناديق تمنع وضع الخبز بشكل عشوائي ضمن السيارة الناقلة.

أخيراً: للأمانة فإنني قبل كتابة هذه المقالة قمت بزيارة إلى بعض الأفران التي قمنا بزيارتها مع المدير العام، وفوجئت بتراجع نوعية الرغيف وإنقاص الوزن في الربطة وفي قطعة العجين إذ لم يتجاوز الوزن في بعض قطع العجين 150 غراماً، وعند السؤال عن السبب في تباين نوعية الخبز بين يوم الزيارة برفقة المدير العام وزيارتي كان الجواب بأنهم لم يقوموا بالخلط عند زيارة المدير العام، وهنا نود أن نقولها بالفم الملآن ليسمعها المدير العام: إن ما شاهدناه لم يكن هو الرغيف المنتج بشكل يومي الذي يشتكي منه المواطن بل كان الرغيف الاستثنائي الذي يحرص بعض المعنيين في فرع المخابز بطرطوس على إظهاره كلما زار المحافظة أي وفد للاطلاع على واقع الرغيف المتردّي

العدد 1140 - 22/01/2025