بوتين يرد بقسوة.. والجيش السوري يتابع تقدمه….المغامرة التركية تهدد الجهود السلمية

 أردوغان لم يُقدِم على إسقاط القاذفة الروسية بقرار منفرد، بل شاركه في اتخاذ القرار أعداء المساعي والجهود الدولية لحل الأزمة السورية عبر الطرق السياسية، وهم ذاتهم داعمو المنظمات الإرهابية الفاشية وممولوهم ومشجعوهم، وعلى رأس هؤلاء حكام السعودية.. أما المدبر الأكبر لعرقلة هذه المساعي السلمية الدولية، فكانت الولايات المتحدة التي أعلن رئيسها بعد إسقاط القاذفة الروسية: (تركيا لها الحق في حماية أجوائها)، رغم المعطيات المؤكدة بأن القاذفة الروسية أسقطت في المجال الجوي السوري.

التصعيد العسكري التركي لم يكن فقط رداً على الجهود السلمية الدولية، وآخرها ما صدر عن فيينا 1 وفيينا ،2 بل كان أيضاً رداً على نكسات التنظيمات الإرهابية التي يدعمها ويمولها، بعد استعادة الجيش السوري الباسل مطار كويرس، وبعد التقدم الذي يحرزه في ملاحقة الإرهابيين في ريف حلب وجبال اللاذقية ودير الزور ودرعا وريف دمشق.

لقد كان الرد الروسي على الغدر التركي قاسياً، فقد رفض بوتين الرد على اتصالات أردوغان، ووقّع مرسوماً يتضمن حزمة إجراءات اقتصادية تضر بالاقتصاد التركي، وأوقف التعاون العسكري بين البلدين.. أما الرد الأبرز فكان نشر صواريخ (إس 400) حول القاعدة التي يستخدمها الطيران الروسي، وهذا ما سبب القلق لا لتركيا والكيان الصهيوني فحسب، بل للولايات المتحدة أيضاً، وكذلك أمر بوتين بتدعيم القوة الجوية الموجودة حالياً في سورية.

الرسالة السياسية الروسية التي وجّهها بوتين ولافروف إلى المجتمع الدولي بعد إسقاط الطائرة الروسية، اتسمت بالغضب والواقعية في آن، إذ تضمنت تأكيداً على أن أي حل للأزمة السورية لا يمكن تحقيقه قبل القضاء على الإرهاب، الذي تمثله داعش والنصرة وشركاؤهما، وأن هذا الإرهاب يهدد أوربا والعالم بأسره بعد جرائم باريس، وتهديدات الإرهابيين لبلجيكا وإيطاليا والسويد، خاصة أن العثمانية الجديدة تفتح حدودها مع سورية، لا لتمرير الدعم العسكري لأنصارها الإرهابيين فقط، بل لتسهيل عبورهم إلى تركيا ومنها إلى أوربا للقيام بمجازرهم هناك.

الجيش السوري الباسل، بمساعدة الطيران الروسي، يتابع تقدمه، ويوماً بعد يوم ترتفع خسائر الإرهابيين، ويفقدون مواقع جديدة، وترتفع أصوات المواطنين في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون مطالبين برحيلهم.

وعلى الجانب السياسي جاءت زيارة وزير الخارجية السورية وليد المعلم إلى موسكو، مؤكدة السياسة الرسمية السورية التي تتلخص في تأييد الجهود السياسية لحل الأزمة السورية انطلاقاً من قاعدة مكافحة الإرهاب، هذا ما أكده الوزير السوري في موسكو، مذكراً بأن الشعب السوري هو صاحب الحق في اختيار نظامه السياسي وقيادته.المواطنون السوريون متفائلون بتقدم جيشهم الوطني، لكنهم من جانب آخر يحسبون ألف حساب للتصعيد الذي تسعى إليه تركيا ومن خلفها الناتو وبقية حلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، خوفاً من اتساع الحريق الذي يجاهدون لإخماده.

العدد 1140 - 22/01/2025