قبيل عيد الجلاء عدوان إمبريالي على سورية
يأتي عيد الجلاء في هذا العام وقد تعرض وطننا لعدوان إمبريالي ثلاثي أمريكي فرنسي بريطاني بالاستناد إلى حجج واهية ودون وجود أية أدلة على استخدام سورية للسلاح الكيميائي وقبل إجراء أي تحقيق في هذه المسألة.
إن هذا العدوان ما هو إلا استعراض أمام حكام النظام السعودي لتقديم كشف حساب عن الفاتورة التي سددها نظام البترو دولار للكاوبوي الأمريكي ترامب، الذي ينفذ بطريقته العدوانية ما جاء في خطاباته العنصرية التي ترى في دول الخليج العربي بقرة تدر مالا ويجب استدراجه.
إن أخطر ما في مسألة هذا العدوان هو أنه يخضع لعقلية التاجر الرأسمالي الذي يرى في الشرق الأوسط صفقة تجارية رابحة يقوم بتنفيذها بالآلة العسكرية أو عبر التلويح باستخدامها منتهكا كل القوانين والأعراف الدولية ومن خارج إطار مجلس الأمن رغم أن دول العدوان هي دول دائمة العضوية في هذا المجلس. وهذا السلوك يهدد الأمن والسلام الدوليين بدلا من أن يضمنهما وينذر بحرب عالمية تخوضها دول نووية تضع مصير البشرية بين يدي قادة متهورين مثل ترامب.
لقد أكدت الدول المشاركة في هذا العدوان إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية طبيعتها الاستعمارية، رغم مكانتها الذيلية بين الدول دائمة العضوية، وأنها لم تكن ولن تكون إلا دولا معادية تسير على هوى الولايات المتحدة الأمريكية.
لم يكن هذا العدوان هو الأول ضد شعوب المنطقة ولا نتوقع أنه الأخير لأن ذلك مرتبط بطبيعة الدول المعتدية ونظامها الرأسمالي المأزوم الذي لا يجد مخرجا من أزماته إلا عبر إشعال الحروب وسفك دماء الأبرياء من أبناء الأمم المستضعفة والسعي لإخضاع الدول المستقلة وذات السيادة لنفوذ الدول الغنية. وما هذا العدوان إلا حلقة من حلقات تسلط الشعوب والدول الغنية على الشعوب والدول الفقيرة.
لن نتحدث عن أثر العدوان الثلاثي الجديد فقد تحدث عنه الكثيرون من محللين عسكريين وسياسيين وإعلاميين، لكننا يجب أن نشير إلى أن قواتنا المسلحة الوطنية الباسلة تصدت لمعظم الصواريخ المعادية، الأمر الذي يعطي إشارة للعدو أن الجيش الوطني السوري هو قوة لا يستهان بها وأنه يشكل عامل ردع قوي في المنطقة وهذا الردع كان دون مساعدة عسكرية من قبل الحلفاء والأصدقاء. إضافة إلى أن صواريخ ترامب لم تكن تلك الصواريخ الجديدة والجيدة والذكية إلا إذا ما قارناها بنظامه البالي والمتعفن وبقدراته الذهنية.
كما أننا ندرك أن الشعب السوري بعد هذا العدوان قد ازداد يقينه أن الدول المعتدية لن تكون إلا عدوة له وأن التواجد الأمريكي أو الفرنسي أو البريطاني على التراب السوري لن يكون ميسرا ونرى اليوم أن بوادر لتشكل مقاومة شعبية ضد القوات الأمريكية قد بدأت تظهر ونحن نبارك ونحيي أبناء سورية الأبطال الذين يصونون إرث آباءهم المقاومين للاستعمار الأجنبي كما نبارك المقاومة الشعبية الباسلة لأبناء عفرين في صد العدوان التركي الغاشم ونؤكد أن دول العدوان الإمبريالي لن تكون إلا حليفة للنظام الفاشي في تركيا رغم ما تدعيه بمناصرتها للمسألة القومية الكردية ونشدد على أن كرد سورية لن يكونوا إلا أحفادا لإبراهيم هنانو وصلاح الدين وغيرهم من المقاومين الأبطال الذين حاربوا الغزاة والمعتدين على وطنهم عبر التاريخ.
ومع اشتداد هذا التكالب الامبريالي على وطننا نرى أنه من الضرورة تحصين البنية الاجتماعية الداخلية حيث يعاني الشعب السوري من سيف الفقر والتهجير والفساد المسلط عليه ونؤكد على ضرورة أن تلعب القوى الوطنية السورية دورها في مجابهة أمراء الحرب وتجار الأزمات الذين يزيدون من معاناة أبناء هذا الشعب الجريح.
أيها السوريون.. من عرب كرد وسريان وآشوريين وشركس وأرمن وتركمان يا أبناء العشائر في الشرق السوري وأبناء جبل العرب الشامخين يا أحفاد صالح العلي وحسن الخراط هنيئا لكم عيد استقلال وطنكم الذي عمده الآباء والأجداد بدماء آلاف الشهداء،
فكونوا كما كانوا ووحدوا صفكم فعدوكم واحد متحالف وهو اليوم أخطر وأشرس وأعتى من سابق عهده وهو اليوم يحاربكم على أرضكم.
عاشت ذكرى الجلاء
عاشت سورية حرة ومستقلة
عاشت الوحدة الوطنية الجامعة لكل السوريين
اتحاد الشباب الديمقراطي