رئيس مجلس الوزراء.. شكراً لك لكن جاهيرنا الشعبية متألمة!!

كتب مدير التحرير:

هي جلسة مصارحة دون حدود، مع وسائل الإعلام، يوم السبت 30/1/2016 دعا إليها السيد رئيس مجلس الوزراء، وفتح فيها دفاتره العتيقة والجديدة.. لم يترك شأناً اقتصادياً أو اجتماعياً إلا وعرّج عليه بطريقة أو بأخرى، وأفاض في شرح الظروف الاستثنائية التي مرت بها سورية منذ سنوات خمس، وخاصة بعد فرض الحصار، وهروب الرساميل، وغزو الإرهاب، وتهديم البنى التحتية والمناطق الصناعية، وتراجع الإيرادات العامة، وهجرة السوريين.

وبكلمة واحدة، أراد الدكتور وائل الحلقي أن (يفضفض) هموم الحكومة ويبرر السياسات التي اتخذتها، وخاصة تلك التي انعكست على الأوضاع المعيشية لجماهيرنا الشعبية سلباً، فأفقرتها، كعقلنة الدعم، ورفع أسعار المشتقات النفطية. لن أدخل في (لغة) الأرقام التي أوضحها بأسلوب العارف.. الواثق، لكنني أعلم أن المجموعة الإحصائية التي تعد مستودع الأرقام والمؤشرات، توقفت عن الصدور.

الشيطان وحده يكمن في (الأرقام)، وهذا لا يعني التشكيك بأرقام الحكومات ومؤشراتها، لكننا تعودنا أن نلجأ إلى مؤشرات واقعية، صادقة، واضحة، هي شدة الألم والمعاناة التي تشعر بها جماهيرنا الشعبية الصابرة، فهي المؤشر الأكثر صدقاً. الدكتور الحلقي وضعنا بعد عرضه المفصل الوافي على طريق باتجاه واحد لا غير: صوابية التوجه الحكومي الذي أوضح أن لا بديل له في ظل الظروف الحالية.

سنحاول في متابعات أخرى التطرق إلى مفردات هذا اللقاء، لكننا رغم كل الإيضاحات التي قدمت لتسويغ توجهات الحكومة الاقتصادية والاجتماعية، نسأل السيد رئيس مجلس الوزراء على صفحات (النور)، بعد أن سألناه خلال هذا اللقاء:

بمن يلوذ الفقراء وقد أصبحوا أكثرية الشعب السوري؟

جماهيرنا الشعبية متألمة، إنها تبحث عبثاً عن معين..

إذا كانت السياسات المتخذة تحت ضغط طبيعة المرحلة لا بديل لها، فإلى أي بديل تلجأ الفئات الفقيرة والمتوسطة؟

لماذا يقع على كاهل الفقراء دائماً عب الأزمات والكوارث؟

ونسأل مجدداً: لماذا لم تشركوا الخبراء الاقتصاديين، الذين شهدتَ يا سيادة رئيس مجلس الوزراء بطول باعهم وتميّزهم، قبل اتخاذ القرارات الصعبة؟

لماذا لم تعقدوا مؤتمراً اقتصادياً وطنياً للتوافق على سياسات اقتصادية.. اجتماعية تتلاءم مع متطلبات صمود جيشنا وشعبنا في مواجهة الإرهاب؟ علماً أننا طالبنا مراراً، على صفحات (النور)، بعقد مثل هذا المؤتمر؟ ربما كان بإمكان هؤلاء الخبراء التوصل إلى سياسات أقل إيلاماً لجماهيرنا الشعبية.

أمل لاح في نهاية اللقاء، عندما قال الدكتور الحلقي إن بوادر التعافي بدأت بالظهور، بعد نجاحات جيشنا الوطني في مكافحته للمجموعات الإرهابية في عديد من المناطق.. ولكن معركتنا مع العدو الإرهابي ومن معه ومن وراءه، هي معركة ذات عدة أبعاد، منها السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإعلامي والنفسي وجميع هذه العوامل يجب أن تحقق النجاحات لشعبنا الصامد.. الصابر.

العدد 1136 - 18/12/2024