المعلم: أي معتدٍ سيعود بصناديق خشبية إلى بلاده.. ملتزمون بحوار سوري بقيادة سورية دون شروط مسبقة
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أن سورية مستعدة للذهاب إلى حوار سوري سوري دون أي شروط مسبقة، ولن تنفذ أي شرط مسبق لأي جهة كانت مشيراً إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية إلى الحوار في جنيف أظهر إيمانه بالحق السوري ومستقبل سورية. وأوضح المعلم خلال مؤتمر صحفي يوم السبت أن وفد معارضة الرياض لم يأت من أجل الحوار السوري السوري، بل جاء بأوامر مشغليه في السعودية وقطر وتركيا وقرارهم بضرب العملية السياسية.
وقال المعلم: في الـ 26 من الشهر الماضي وردتنا رسالة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا يدعو فيها وفد الجمهورية العربية السورية للسفر إلى جنيف والمشاركة في الحوار السوري السوري، وأنا أرسلت إليه رسالة جوابية تؤكد استعداد وفدنا للمشاركة وفق أسس بياني فيينا وقرار مجلس الأمن رقم 2254 الذى ينص صراحة على أن الشعب السوري وحده صاحب القرار في مستقبله وأن الحوار سيكون سورياً سورياً وبقيادة سورية ودون أي تدخل أجنبي ودون شروط مسبقة.
وتابع المعلم: إن كل ما طلبه وفدنا من دي ميستورا هو الحصول على لائحة بأسماء من سنتحاور معهم لأننا لا نريد أن نتحاور مع أشباح، وفي الجلسة المسائية الختامية جاء نائب المبعوث الخاص رمزي عز الدين رمزي وقدم اللائحة أي بعد انتهاء المحادثات التي لم تبدأ. وقال المعلم: كنا نأمل من وفد الرياض الذي تحدث في الأمور الإنسانية أن يفرح كما فرح شعبنا بكسر الحصار الذي دام ثلاثة أعوام ونصف العام عن 70 ألفاً من مواطني نبّل والزهراء ولكنه حمل أمتعته وغادر ولم يفرح ولم يشارك الشعب السوري فرحته والسبب بسيط لأنه لا ينتمي إلى هذا الشعب.
ودعا المعلم الجميع إلى أن يدركوا وفي مقدمهم دي ميستورا أن سورية تذهب إلى حوار سوري سوري دون شروط مسبقة، وأنها لن تنفذ أي شرط مسبق لأي جهة كانت. وقال: إذا كان الموضوع الإنساني يهم أحداً فهو يهم الحكومة السورية قبل أي جهة أخرى، ونحن الحريصون على مواطنينا وعلى تقديم الدعم الإنساني والغذائي والدوائي لكل المواطنين السوريين حتى المحاصرين من قبل المجموعات المسلحة بغض النظر عن جنيف أو غير جنيف.
ورداً على سؤال لمندوب وكالة سانا حول إعلان النظام السعودي استعداده لإرسال قوات إلى سورية وترحيب الولايات المتحدة بذلك؟ قال المعلم: إن هذه التصريحات لها أساس، فقد كانت هناك مراكز أبحاث في الولايات المتحدة وتصريحات لوزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر يطالب فيها بتشكيل قوة برية تحت شعار مكافحة تنظيم داعش الإرهابي منذ أكثر من شهر، لأن الولايات المتحدة لا تريد أن تتعاون مع الجيش العربي السوري الذي يكافح التنظيم الإرهابي، ومن الطبيعي أن تستجيب السعودية.
وأضاف المعلم: لكن ماذا فعلت السعودية في اليمن؟ هل أفلحت..؟ لقد دمرته وأصبحت تقصف كل هدف مرتين وثلاث مرات ولم تبق حجراً على حجر.. فهل استسلم اليمنيون؟ إن هذا القرار يشير دون أي شك إلى أن السعودية تنفذ إرادة أمريكية. وأكد المعلم أن أي تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان والعدوان يستوجب مقاومته والمقاومة تصبح واجباً على كل مواطن سوري مشدداً على أن (كل معتدٍ سيعود بصناديق خشبية إلى بلده).
وقال المعلم ردا على سؤال (مع الأسف ما زلنا نبحث ما هي المعارضات قبل أن نتحدث عن عروض.. ولا يوجد شيء جديد في الموقف الروسي بشأن مبادرات سياسية جديدة.. وروسيا ملتزمة بما صدر في فيينا وما صدر عن مجلس الأمن وهذا شيء طبيعي).
وأكد المعلم عدم الربط بين ما يجري في الميدان والعمل السياسي، وأن العمل يجري بشكل متواز وقال (لن يثنينا أحد عن هذا الجهد حتى يتم تطهير الأراضي السورية من كل الإرهابيين.. ولا نألو جهداً في العمل السياسي حتى التوصل إلى حل سياسي للأزمة.. وإن إنهاء القتال في سورية لا يتم إلا بهزيمة داعش والنصرة والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة).
وبشأن استئناف الحوار السوري في الـ 25 من الجاري بوجود ثلاث ضمانات دولية قال المعلم: (نحن لا نعترف إلا بما ينتج عن الحوار السوري السوري وبتوافق سوري سوري، هذا الذي يلزمنا، وكل من يتحدث عن حصوله على ضمانات من دول معينة فهذا يعنيه وهو واهم.. وإن دي ميستورا دوره ميسّر للحوار، وإذا كان المؤتمر سيعقد وفق هذه الأسس التي يتضمنها قرار مجلس الأمن ووثيقتا فيينا فأهلاً وسهلاً).
وأكد المعلم بشأن تمثيل الأكراد في الحوار أن الدولة السورية تريد تمثيلاً أوسع للمعارضات السورية في مؤتمر جنيف إن كانوا أكراداً أو مسيحيين أو مسلمين، وقال: (نحن نحرص على توسيع دائرة المعارضة لأننا نريد حلاً سياسياً يمكن تنفيذه وتطبيقه على أرض الواقع). وأشار المعلم بشأن وجود ممثلين عن تنظيمي (جيش الإسلام وحركة أحرار الشام) الإرهابيين في جنيف إلى أن الموقف الروسي كان واضحاً بأن هؤلاء جاؤوا (كممثلين شخصيين وليس كممثلي تنظيمات إرهابية، وهذا لا يعطيهم الشرعية وما زالت روسيا تعتبرهما تنظيمين إرهابيين، وإن الدولة السورية تعتبر كل من حمل السلاح في وجه الدولة السورية إرهابياً).
وأعرب الوزير المعلم عن امتنان الشعب السوري للاتحاد الروسي على الدعم الذي يقدمه للجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب، لافتاً إلى أن الحرب هي ضد تنظيمي (داعش وجبهة النصرة) الإرهابيين وكل التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة سواء (جيش الفتح أو أحرار الشام أو جيش الإسلام) و(كل من يحمل السلاح في وجه الدولة السورية هو إرهابي).
وأشار المعلم بشأن مسألة وقف إطلاق النار إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه لا يمكن وقف إطلاق النار قبل ضبط الحدود مع تركيا، وهذا ما ينطبق أيضا على الحدود مع الأردن ووضع قائمة بالتنظيمات الإرهابية وقال (ما زلت أقول وأشدد على ما قاله الوزير لافروف بأن الدور الروسي لن يتوقف إلا بعد هزيمة تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين والتنظيمات الأخرى المرتبطة بالقاعدة، وهذا ينسجم مع قرارات الأمم المتحدة، لا وقف لإطلاق النار مع الإرهاب.
وبشأن وجود اتفاق برعاية الأمم المتحدة لإخلاء مناطق جنوب دمشق من إرهابيي داعش أشار المعلم إلى أن (الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة يقضي برحيل عناصر داعش من منطقة الحجر الأسود وما حولها إلى الرقة حيث ذهب بعضهم مع عائلاته وبقي آخرون لسبب لوجستي هو عدم توافر وسائط النقل لدى تنظيم داعش الإرهابي لنقلهم من نقطة محددة إلى الرقة).
وأضاف المعلم (إن ما جرى في دير الزور واستغلال داعش الظروف المناخية التي أدت إلى سيطرته على مداخل وقرى في محافظة دير الزور جعل من غير المنطقي أن يزداد عناصر داعش بنقل هؤلاء إلى الشمال، وبالتالي ما زال الاتفاق قائماً ولكن التوقيت والتغلب على العقبات اللوجستية هو الحائل.
وأشار المعلم إلى وجود تعاون أمني بين الأجهزة السورية وبعض الأجهزة الأمنية الغربية التي لم تتخذ موقفاً معادياً من سورية، نافياً أن يكون هناك تعاون مع فرنسا أو بريطانيا بهذا الصدد وقال (إن سورية لا تستغل موضوع الأمن ومكافحة الإرهاب لمكاسب سياسية وهي ترحب بمن أراد العودة إليها، ومن لا يريد شطبناه عن الخريطة منذ بداية الأزمة). وقال المعلم ردا على سؤال إلى متى ستستمر الأزمة (ما دام هناك متآمرون ينفقون أموال شعوبهم على مجموعات مسلحة لم تكتف بعد بما ألحقته من دمار بسورية، لا أحد يستطيع تقدير إلى متى تستمر الأزمة، لكن إنجازات قواتنا المسلحة وحلفائها ومقاومة الشعب السوري تؤشر إلى أننا سائرون باتجاه نهاية الأزمة).
ودعا المعلم في ختام مؤتمره الصحفي جميع من تورطوا بحمل السلاح للعودة إلى رشدهم وإلى حضن الوطن وقال (الدولة جاهزة لاحتضان جميع أبنائها.. وعندما يقرر الجيش العربي السوري تحرير مدينة أو موقع أو قرية يتم له ذلك، حتى رعاتكم بدؤوا يتخلون عنكم.. تركيا مثلاً أغلقت الحدود في وجهكم بينما الحدود من تركيا إلى سورية ما زالت مفتوحة لتهريب الإرهابيين والسلاح، لأنهم يريدون منكم أن تموتوا وأنتم تحملون السلاح في وجه الدولة السورية.. حياتكم مهمة كما هي حياة الجندي السوري والمواطن السوري).