بوتين: إجراء انتخابات في سورية ينسجم مع الدستور ولا يؤثر على عملية تسوية الأزمة
عقد قادة روسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا لقاء عبر الفيديو يوم السبت 5/3/2016 لبحث تطورات الوضع في سورية بعد تطبيق وقف الأعمال القتالية، وسبل استئناف الحوار السوري في جنيف.
وذكر الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي (ضرورة مواصلة القتال بلا هوادة ضد تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) وغيرهما من التنظيمات الإرهابية في سورية).
وأوضح بوتين أن قرار الحكومة السورية إجراء انتخابات مجلس الشعب في نيسان القادم (ينسجم مع الدستور السوري ولا يؤثر على الخطوات الجارية لبناء عملية سلمية لحل الأزمة في سورية). وأشار الكرملين إلى أن القادة الخمسة أكدوا أن تطبيق وقف الأعمال القتالية في سورية أتى بنتائج إيجابية.
كما بحث الرئيس بوتين مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي مسائل تسوية الأزمة في سورية والوضع حول كوريا الديمقراطية، إضافة إلى الخطوات الهادفة لاستقرار سوق النفط العالمي.
وقال ديميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، في تصريح نقلته وكالة نوفوستي:(جرى خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر حول وقف الأعمال القتالية في سورية والوضع المتوتر حول كوريا الديمقراطية كما نوقشت الخطوات الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في أسواق النفط محلياً وعالمياً مع الشركاء الأجانب).
في السياق ذاته أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عدم وجود ارتباط بين اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية وبدء الحوار السوري_ السوري في جنيف، لافتاً إلى أن العمليتين يجب أن تجريا بشكل متواز.
ونقلت وكالة (تاس) الروسية عن لافروف قوله، على هامش اجتماع رباعية النورماندي في باريس: (ليس هناك أي شروط مسبقة لوقف الأعمال القتالية، بل يجب أن يتم ذلك بشكل متواز مع إيصال المساعدات الإنسانية وتحريك العملية السياسية الشاملة التي تضم جميع الأطراف السورية).
ولفت لافروف إلى وجود محاولات لتصوير اتفاق وقف الأعمال القتالية على أنه نظام يجري العمل به لأسبوعين فقط، واصفاً هذا الأمر بأنه تشويه للحقيقة (فالاتفاق لا يخضع لجدول زمني محدد أو شروط، وهو ليس سوى خطوة أولى لوقف إطلاق نار شامل يحمل طابعاً دائماً) موضحاً وجود فرق قانوني بين وقف الأعمال القتالية ووقف إطلاق النار (فالأخير هو نظام أكثر استقراراً وجدية).
وبحسب لافروف فإن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا سيعقد في التاسع من الشهر الجاري اجتماعاً للأطراف السورية سيمهد الطريق للحوار موضحاً (أن ذلك سيكون عملية تشارك فيها عدة مجموعات من (المعارضة السورية)، وفي البداية سيجري ذلك بشكل منفصل، وستكون هناك اتصالات بين الأمم المتحدة ومختلف (المعارضين) ووفد الجمهورية العربية السورية.. وآمل في أنهم سيجتمعون بعد ذلك في غرفة واحدة).
يذكر أن وقف الأعمال القتالية في سورية بدأ السبت 27/2/2016 تنفيذاً للاتفاق الروسي الأمريكي الذي تبناه مجلس الأمن الدولي بالإجماع، بموجب القرار رقم 2268 ولكن بعض التنظيمات الإرهابية قامت بخرقه عشرات المرات، بحسب المركز الروسي لتنسيق وقف الأعمال القتالية، ومقرّه قاعدة حميميم.
ومن المتوقع استئناف الحوار السوري_ السوري في جنيف يوم التاسع من آذار الجاري، بحسب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا الذي أكد انه لن يؤجل الموعد مرة أخرى. واضطر دي ميستورا إلى تعليق المحادثات، سابقاً، بسبب إصرار وفد معارضة الرياض، آنذاك، على إفشالها بتعليمات سعودية تركية، وعدم قدرة دي ميستورا على تشكيل وفد ذي تمثيل واسع للمعارضة بحسب نص القرار الدولي 2254 إضافة إلى عدم التوصل إلى اتفاق نهائي حول قائمة التنظيمات الإرهابية في سورية.
إلى ذلك دعا لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري خلال اتصال هاتفي إلى الإسراع في انطلاق الحوار السوري في جنيف برعاية الأمم المتحدة. ونقل موقع سبوتنيك عن الخارجية الروسية قولها في بيان (دعا الوزيران للإسراع في بدء المحادثات بين الحكومة السورية وأطياف المعارضة برعاية الأمم المتحدة، والتي من خلالها سيحدد السوريون بأنفسهم مستقبل بلادهم).
وأضاف البيان (تم الاتفاق على مواصلة العمل بنشاط على تعزيز جميع جوانب التسوية السورية من خلال المجموعة الدولية لدعم سورية تحت الرئاسة المشتركة لروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة). وأوضح البيان أن الجانبين ركّزا على (زيادة خط التفاعل الوثيق بين الدول في المجال العسكري) في سياق دعم اتفاق وقف العمليات القتالية في سورية الذي تم التوافق عليه بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة.