في مئوية وعد بلفور
بمناسبة كلام الرئيس الفلسطيني عن مئوية وعد بلفور في مؤتمر القمة العربية (تموز 2016).
رسالة الدكتور أنيس صايغ إلى الدكتور جورج جبور بشأن تصريح جاك سترو في 16/11/2002
نشرت جريدة البعث في 3 / 10/ ،2002 رسالة مفتوحة وجّهها الدكتور جورج جبور، وهو آنذاك رئيس اللجنة العربية لمناهضة العنصرية، إلى رئيس وزراء بريطانيا، وذلك تحت العناوين التالية:
بمناسبة اقتراب الذكرى الـ 85 لوعد بلفور المشؤوم رسالة إلى السيد طوني بلير رئيس وزراء بريطانيا: اعتذرت بلجيكا عن دورها في مقتل لومومبا والكونغوليين، فمتى تعتذرون عن دوركم في محاولة قتل فلسطين؟
ثم تصدّرت الأخبار العالمية منذ صباح يوم 16/11/ ،2002 وعلى امتداده، تصريحات للسيد جاك سترو، وزير خارجية بريطانيا، أدلى بها الى مجلة نيو ستيتمان البريطانية ذكر فيها ما يلي:
(إن وعد بلفور، والضمانات المتناقضة التي مُنحت للفلسطينيين سرّاً، في الوقت نفسه الذي أُعطيت فيه للإسرائيليين، تشكّل، مرة أخرى، حدثاً مهماً بالنسبة إلينا، لكنه ليس مشرّفاً كثيراً).
وفي ظهيرة ذلك اليوم تلقّى الدكتور جورج جبور من الدكتور أنيس صايغ، العلامة الفلسطيني المرموق، والحائز على وسام الاستحقاق السوري في عام ،1972 رسالة بالفاكس هذا نصّها:
(أظن أنك سمعت هذا الصباح تصريح وزير خارجية بريطانيا حول وعد بلفور. ألا تعتقد معي أن الموضوع يحتاج إلى تصريح أو تعليق أو ردٍّ منكم، باعتباركم أول من أثار الموضوع من الأساس وطالب باعتذار بريطاني ؟ أنتم خير من يعلق على الأمر ويتابع القضية).
وتابع الدكتور جبور الموضوع فأصدر في اليوم ذاته، بياناً أرسل إلى الصحف ووكالات الأنباء، فلم تنشره منها إلا جريدة (النور) الأسبوعية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي السوري، وذلك في عددها بتاريخ 20/11/2002. وهذ نصّه:
(قال الدكتور جورج جبور: إن حديث وزير خارجية بريطانيا، السيد جاك سترو، الذي اعترف فيه بأخطاء بريطانيا التاريخية وبخاصة وعد بلفور، خطوة ممتازة في الاتجاه الصحيح). وطالب بالبناء على هذه الخطوة، (وذلك بأن يعتذر رئيس الوزراء البريطاني إلى الفلسطينيين والعرب والمسلمين والإنسانية عن الوعد). كذلك طالب الدكتور جبور (بالتباحث دبلوماسياً للوصول إلى حل في فلسطين التاريخية يعتمد شرعة حقوق الإنسان، وهو الحل الذي توصلت إليه الأطراف المختلفة في جنوب إفريقيا).
كان ذلك في عام 2002
وبعد 14 عاماً، وبمناسبة اقتراب مئوية وعد بلفور، تضمنت كلمة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، أمام مؤتمر القمة العربية في نواكشوط (تموز 2016)، العبارات التالية:
( مع حلول هذه الذكرى الأليمة، ومرور نحو مئة عام على هذه المجزرة التاريخية لأرضنا ومقدرات شعبنا، ومع استمرار هذه الكارثة دون حل،، فإننا نطلب من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، مساندتنا في إعداد ملف قانوني لرفع قضية ضد الحكومة البريطانية لإصدارها وعد بلفور، وتنفيذه كسلطة انتداب بعد ذلك….).
دمشق في 11/8/ 2016
إعداد: الرابطة السورية للأمم المتحدة