الرئيس الأسد في مقابلة مع التلفزيون الألماني:على كل مسلح سوري التخلي عن سلاحه.. ونحن نمنحهم العفو الكامل
أكد السيد الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع التلفزيون الألماني((ARDأنه يتوجب على كل مسلح سوري التخلي عن سلاحه وألا يحمل السلاح ويلحق الأذى بالأشخاص والممتلكات ليعود مدنياً، ونحن نمنحهم العفو الكامل. ولفت الرئيس الأسد إلى أن إجراء الانتخابات التشريعية هو تعبير عن الالتزام بالدستور الذي هو رمز سيادة البلد واستقلاله.
وفيما يلي مقتطفات من إجابات السيد الرئيس في المقابلة:
لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً للتوصل إلى اتفاق، بل استغرق وقتاً طويلاً كي تعمل البلدان الأخرى، التي تشرف على الإرهابيين، وخصوصاً الأمريكيين، على الاتفاق. بدؤوا يتحدثون عنه قبل بضعة أشهر وحسب. بالنسبة لنا، ومنذ البداية، بدأنا هذه العملية على المستوى المحلي، وليس على مستوىً شامل، وهو ما سمّيناه المصالحة المحلية عندما يكون هناك وقف للأعمال القتالية، ويُمنح المسلحون العفو من أجل أن ينضمّوا إلى الجيش السوري أو العودة إلى حياتهم المدنية العادية. إذاً، نحن بدأنا هذه العملية من قبل، على مدى السنوات الماضية، ونجحت في العديد من المناطق. لكن هذه المرة مختلفة، كما سبق أن تحدثنا عنها، فهي أكثر شمولاً. إنها ليست شاملة بشكل كامل، لكنها اتفاقية أكثر شمولاً.
مضى على بداية وقف العمليات أكثر من 24 ساعة. حتى الآن، ليست لدينا خرائط. إذاً، لنقُل إن الاتفاق لم ينضج بعد. عندما ينضج، تستطيع أن تتحمّل المسؤولية بوصفك أحد الأطراف المسؤولة عن المحافظة على هذا الاتفاق.
كل ما عليك فعله(إذا كنت مسلّحاً) هو التخلي عن سلاحك، سواء أردت الانضمام إلى العملية السياسية أو لم تكن مهتماً بالعملية السياسية، ولم تكن لديك أي أجندة سياسية، لا يهم. الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي قانونياً ودستورياً، واستناداً إلى مصلحة الشعب السوري والمبدأ الذي تقوم عليه أي دولة هو أنه لا يُسمح لك، كمواطن، أن تحمل الأسلحة الرشاشة وتُلحق الأذى بالأشخاص أو الممتلكات. هذا هو كل ما نطلبه. نحن لا نطلب شيئاً. كما قلت، فإننا نمنحهم العفو الكامل، وقد حدث ذلك، وانضموا إلى الجيش السوري، وبعضهم انضم إلى الحياة السياسية.
من يحمل السلاح ضد المدنيين أو ضد الممتلكات الخاصة أو العامة هو من الناحية القانونية إرهابي. أعتقد أن الأمر هو نفسه في بلادي وفي بلادكم. هذا جانب من سؤالك. الجانب الآخر هو أننا لا نقول إن كل معارض مسلح متطرّف، بل نقول إن الأغلبية التي سيطرت على الميدان تتكون فقط من تلك المجموعات المتطرفة. الطرف الآخر الذي تم الترويج له على أنه معتدل، غير مهم، وهامشي، وليس له أي نفوذ على الأرض. ولهذا فإن معظم قواعدهم تنضمّ إلى المتطرفين، ليس لأنهم متطرفون، بل إما بسبب الخوف أو من أجل المال، من أجل الرواتب التي يدفعونها لهم. إذاً لهذا السبب نقول إننا نُحارب المتطرفين، لأن العدو الحقيقي الآن، وهو الإرهاب، يتكون من تلك المجموعات الإرهابية، وبشكل أساسي (داعش)، و(النصرة)، و(أحرار الشام)، و(جيش الإسلام).
عندما يكون هناك مصالحة، فإنك تتحدث إلى المقاتلين وليس إلى المعارضة السياسية. تتحدث إلى الأشخاص الذين يقاتلون على الأرض، وهذا ما فعلناه.
في الواقع، العملية تتكون من تشكيل حكومة وحدة وطنية، حيث يستطيع كل من يريد أن ينضم إلى حكومتنا.. أن يكون جزءاً منها. ينبغي على هذه الحكومة أن تحضّر للدستور القادم. وبعد الدستور ينبغي أن تكون هناك انتخابات برلمانية ستُحدّد شكل سورية الجديدة. هـــــــــذه هي الخطــــــوات الرئيسية للمرحلة الانتقالية.
فيما يتعلق بالانتخابات، المسألة ليست هواية، ولا وجهة نظر الرئيس أو مزاج الحكومة. إنها لا تعكس كل ذلك، بل تعكس الدستور. حربنا تدور حول استقلال بلدنا، لأن بلداناً أخرى، وبشكل رئيسي الغرب والسعودية وقطر، تريد الإطاحة بالحكومة والرئيس. إنها تتعلق بتدمير الدولة وبجعل سورية بلداً طائفياً مثل لبنان، وربما مثل العراق. الدستور اليوم هو رمز الوحدة، ورمز السيادة، ورمزٌ لبلد مستقل. علينا الالتزام بالدستور. والدستور ليس ما هو مكتوب على الورق، بل كيفية ممارسته. أحد هذه الأمور يتمثل في الانتخابات، وهذا ليس حق الحكومة، بل حق كل مواطن سوري. عليهم هم أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون ذلك أم لا. إذا سألت أي سوري، فإن الجميع يريدون برلماناً جديداً.
إذا لم يكن هناك استقرار فإن ذلك يعني أن الآلاف سيخسرون حياتهم. وإذا كان هناك استقرار فإن ذلك يعني إنقاذ حياة الناس. وبالتالي، لا تستطيع القول إن أحدهما أهم من الآخر. الاستقرار والدستور مهمان للمحافظة على حياة الناس.
المواطنون السوريون وحدهم لهم الحق في أن يحددوا من ينبغي أن يكون الرئيس. أنت كألماني لا تقبل مني أو من أي شخص آخر أن يخبرك بمن ينبغي أن يكون المستشار في ألمانيا، وأي نظام سياسي ينبغي أن يكون لديكم. أنتم لا تقبلون هذا، ونحن لا نقبله. إذاً، لا، بصرف النظر عما يقولونه، فإن مصيري السياسي مرتبط فقط بإرادة الشعب السوري.
لا نستطيع القول إنه ليس من الجيد قبول لاجئين تركوا بلادهم بسبب المصاعب التي يواجهونها في هذا البلد. لكن أليس أكثر إنسانية مساعدة أولئك الناس على البقاء في بلادهم؟ لأنك إذا سألت أياً منهم، فسيخبرك بأنه يريد العودة إلى بلاده. وبالتالي، أليس أقل كلفة تبنّي سياسات أكثر حكمة حيال الأزمة في سورية لجعل أولئك الناس يستمرون في العيش في بلادهم، من خلال العمل ضد الإرهاب، وتحقيق الاستقرار، وعدم التدخل في شؤونهم.. هذا سيكون أكثر إنسانية.
بالنسبة لحلفائنا وأصدقائنا الذين انضموا إلى هذه الحرب بطرق مختلفة، بعضهم بشكل مباشر، وبعضهم بشكل غير مباشر، فإن لهم رؤية أخرى. هم لم يأتوا إلى سورية لمساعدة الرئيس السوري أو الحكومة السورية، أو شيء من هذا القبيل. في الواقع، إنهم أتوا لأنهم يعرفون أن الإرهاب، إذا ساد في منطقة ما فإنه لن يعرف حدوداً.. إنه لا يعترف بالحدود، والدليل هو (داعش).. من ليبيا إلى العراق إلى سورية، ليست هناك حدود. إذا سيطر الإرهاب في هذه المنطقة، فإنه سينتقل إلى مكان آخر، وليس إلى البلدان المجاورة وحسب. إذاً، لديهم رؤية واضحة حيال هذا. هم لم يدافعوا عنّا وحسب، بل إنهم كانوا يدافعون عن أنفسهم. لم يأتوا ليطلبوا مني شيئاً. كل أصدقائنا يحترمون سيادتنا ولا يطلبون منا شيئاً بالمقابل.
السيادة مصطلح نسبي. قبل الأزمة، كانت (إسرائيل) تحتل أرضنا، وبالتالي لم نكن نعتبر أن سيادتنا كاملة قبل أن نستعيد أرضنا. والآن خلال الأزمة، يعبر العديد من الإرهابيين حدودنا، وينتهك العديد من الطائرات الأمريكية وطائرات التحالف..ما يسمّونه تحالفاً.. مجالنا الجوي. ولهذا لا تستطيع الحديث عن سيادة كاملة. لكن في الوقت نفسه، عندما يكون لديك دستور، وعندما تكون لديك مؤسسات تعمل، والدولة تقوم بعملها، حتى لو بالحد الأدنى، من أجل الشعب السوري، فإن الأمر الأكثر أهمية هو عندما لا يخضع الشعب السوري لأي قوة أخرى، فإن ذلك يعني أنك لا تزال تتمتع بالسيادة، ليس بالمعنى الكامل.