بيان الحزب الشيوعي: وفاء لأبطال الجلاء … لنصُنْ وحدة سورية وسيادتها وكرامة شعبها
بيان من الحزب الشيوعي السوري الموحد في الذكرى السبعين:
يا جماهير شعبنا
مع إطلالة الربيع من كل عام ، يحتفل شعبنا السوري في السابع عشر من نيسان بعيده الوطني، عيد الحرية والاستقلال إنه العيد السبعون لجلاء آخر جندي فرنسي عن أرض الوطن، إنه يوم خالد يُبعث فيه الشهداء من جديد ويستعاد التاريخ النضالي لشعبنا، بما فيه من مفاخر ومكارم تلهم الأجيال، إنه انبعاث لشعار ثوار سورية: (إننا سوريون بالولادة، لكننا قوميون بالإرادة، سنحمل السلاح ونواصل النضال حتى يرحل آخر جندي فرنسي عن أرض الوطن)، ولشعار الثورة السورية الكبرى الذي أعلنه زعيمها سلطان باشا الأطرش: (الدين لله والوطن للجميع) رداً على محاولات الاستعمار الفرنسي تقسيم سورية على أسس مذهبية وطائفية.
فقد وقف أبناء جبل العرب وسهل حوران جنباً إلى جنب مع إخوتهم في غوطة دمشق، وجبال حارم وهضاب حلب، ورجال حمص وحماة وأبناء الساحل، وسهول الجزيرة السورية، ليشكلوا هذا الوطن العظيم سورية. وقد شارك الشيوعيون السوريون مع أبناء شعبهم في معارك الجلاء، ونال الحزب الشيوعي السوري الذي تأسس عشية الثورة السورية الكبرى لقب (حزب الجلاء).
إن روح الحرية والإباء التي تطبع الشعب السوري بطابعها على مر العصور تظهر ملامحها في نشيدنا الوطني، ليرفرف علم الوطن المستقل شامخاً، ويصدح النشيد الوطني بإباء وشمم في أرجاء أرض سورية المروية بدماء شهدائها البررة. وما أشبه اليوم بالأمس، يمر عيد الجلاء اليوم على السوريين، مدنيين وعسكريين، وهم ينزفون دماً، وتهجيراً، ولجوءاً، وحصاراً، وفقراً وجوعاً وغلاءً، دون أن ينال ذلك من إرادتهم في الحياة الحرة الكريمة، والدفاع عن الوطن ومكافحة الإرهاب.
وهم يتذكرون اليوم أبطالهم وقادة ثوراتهم: يوسف العظمة، سلطان باشا الأطرش، إبراهيم هنانو، محمد الأشمر، الشيخ صالح العلي، أحمد مريود وحسن الخراط، ليستلهموا دروس الجلاء ومعانيه ورموزه وأبطاله، وليقفوا بشموخ في مواجهة مرحلة صعبة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، ومحاولات مختلفة لإزاحة الدولة السورية عن تراثها وتاريخها ودورها الحضاري.
والآن، بعد انجلاء البصر والبصيرة لكل سوري، تتضح الصورة الشاملة، ويتبين أن استقلال الوطن واستقراره ومستقبله في الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي يحمل عنواناً واحداً وشعاراً واحداً هو (وحدة سورية وسيادتها أرضاً وشعباً).
إن الشعب الذي استطاع بإمكاناته المتواضعة وإرادته القوية طرد المستعمر الفرنسي، لهو شعب قادر على الصمود وطرد المرتزقة، والإرهابيين والتكفيريين الذين تدعمهم تركيا والسعودية دعماً مباشراً، واستعادة كل ذرة تراب دنسها المرتزقة، وتحرير الجولان وكل الأراضي السليبة.
عاشت الذكرى السبعون لعيد الجلاء، عيد الحرية والاستقلال، عيد المستقبل!
عيد الإخاء والدفاع عن الوطن!
عاش الجيش العربي السوري الباسل المدافع الأمين عن كرامة البلاد ومستقبلها!
دمشق 13/4/2016