السوريون يحبطون الفتنة بالحكمة والوعي
ويل لكم يا أبناء الأفاعي.. ويل لفكركم السوداوي اسوداد قلوبكم..ويل لعقولكم الصديدية المنتنة الجيفية الرائحة التي لا تفكر إلا بالقتل والخراب والفتنة.. ويل لكم يا أبناء الجهالة لأن الجهالة بيتكم وهي خالية من مرآة ترون فيها قبح وجوهكم..ويل لكم وشلّت أياديكم وفكركم وقهقهاتكم وهي تمتزج بسحيق الجماجم والأشلاء المحترقة لضحاياكم.. ضحاياكم في بحر الدماء الذي أغرقتم به بحر جبلة وطرطوس، ضحاياكم أبناء الوداعة والطيبة والغفلة عن ثواني إجرامكم الذي به صعدوا إلى السماء شهداء مظلومين مطهرين، هم شهداء وداعتهم، والوداعة ظل إله لا يسكن قرب القلوب الشريرة أمثالكم. هم حاكوا من خيوط قلوبهم المحترقة وأجسادهم المتشظية ملابس للآلهة وشموساً وأقماراً لأرض يحلمون أن يحيا بها أهلهم بعد أن تنتهي الحروب، فالعيش على هذه الأرض لم يعد ممكناً لأن الشمس صارت تقذف دماء بدل الحرارة، والقمر لم يعد يبثّنا إلا الألم والوجع، والأرض طافت بالدماء والأشلاء والجثث!
ويل لزناة العصر وقد حبلت أمهاتكم بكم في أرض الشياطين، وولدتكم في مقابر القتلة والمجرمين، وأرضعتكم من حليب العقارب والعناكب السوداء والأفاعي الشديدة السمية. ويل لكم يا أبناء الأرملة السوداء وهي أشد أنواع العناكب سمّاً التي ينشرها الأمريكيون في هذه الأيام في أرجاء العراق لتشارك كما الأسلحة بقتل من تبقى من البشر المظلومين.. شلّت أياديكم يا من قتلتم الزهور والنساء والغمام والأمل.. وبعد كل هذا الدمار والقتل والتشويه بدأتم وبدأ أعوانكم وإخوانكم في الشر ببث الفتن وتحريض الأخ ليقتل أخاه، لتكملوا سلسلة الشياطين في مزيد من الفتنة والتحريض المذهبي..
لم تمض ساعات على الفاجعة حتى انبرى أعداء الحياة من داخل وطننا وخارجه يكملون أهم عنصر في المخطط وهو التحريض، وطُلب من أكبر موقع إلكتروني في طرطوس وجبلة تحريض الناس على النازحين المساكين الذين نزحوا من باقي المحافظات طلباً للأمان، بعد استيطان الوحوش البشرية لأرضهم وتدمير بيوتهم، قاموا بالإلحاح على مديري الشبكات الأكثر استقطاباً في الساحل كي يضعوا منشورات تحضّ على قتل الطرف الآخر الذي لا ذنب له في هذا المخطط الخارجي الممنهج والذي هدفه أولاً الفتنة، وثانياً إرسال رسالة لروسيا مفادها أنّا قادرون على الاختراق رغم الوجود الروسي في جبلة في مطار حميميم وميناء طرطوس.. الصدمة كانت كبيرة، ولكن الحكماء والعقلاء والوادعين لا تأخذهم تلك الترّهات ولا ينجرّون لأذيال الشعور الطائفي المقيت عند البعض، وما الدم المراق في حلب منذ أسابيع إلا النهر الذي لاقى لبحر طرطوس وجبلة، وما حصار داعش لأهلنا في دير الزور، وقذائفه، والدماء هناك، إلا فرع من نهر الفرات الذي التقى مع دماء أهالي حلب وأهالي الساحل، فالدم السوري واحد.. والمستهدف واحد: هوية الشعب السوري وجوهر كيانه.
وكم أثلجت صدورنا الوفودُ التي قدمت من الشام والتي تمثل الطائفة السنّية الكريمة، بحضور ثلة من العلماء الأفاضل كابن شهيد المحراب ومفتي دمشق ووزير الأوقاف، وقد أتوا لمواساة أهالي الشهداء، وليقولوا كلمتهم وقد لاحت الفتنة برأسها في تلك الأثناء، وليكملوا مع الشعب السوري استكمال مقبرة لفتنة أبناء الأفاعي، ليُعيدوهم خائبين إلى جحورهم، وليُفهموهم أن هذا الشعب لو اختلف عن بعضه قليلاً فهذا لا يعني أن نحقد، وهذا الشعب يدرك ويفهم أن شر ما سكن القلب هو الحقد، وأن أشد القلوب غلاً وكرهاً وسمّاً هو قلب الحقود أمثال أبناء الأفاعي الذين لا دين لهم إلا دين الجهل والقتل وتكفير الآخر..
لقد أثبت الشعب السوري الضارب عمقاً في الثقافة والرقي والتسامح أنه شعب لا يحرضه على أخيه السوري طائفة القتلة والمأجورين والكفرة والمرتزقة، شعب يتخذ من الوعي والتدين واحترام آراء أديان الغير عباءة تكلل وقاره وتقض مضاجع أعدائه العراة الذين لا عباءة تستر قبحهم سوى عباءة التحريض والقتل والتكفير. ازدانت شوارع جبلة المدينة بلافتات تستنكر العمل القذر من أبناء القذارة والنفاق والبغض، استنكر كل سوري شريف في كل بقاع سورية العمل الإجرامي الوحشي، تتالت الوفود المعزية والمستنكرة للقتل وللفتنة، قُبرت الفتنة بأيادي الحكماء والعقلاء ووعي الإنسان السوري الذي يرفض الانصياع لفحيح الأفاعي، قبرت الفتنة على أيادي المؤمنين والصالحين وما أكثرهم في بلادنا! قبرت الفتنة وقُبر معها أيّ حلم شيطاني بتفريق السوري عن أخيه، ليظلا معاً يداً واحدة لبناء قبور لفتنة أولاد الأفاعي…