بوتين: يجب منع أي تدخل خارجي لدى حل مسألة الحفاظ على وحدة أراضي سورية
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منع أي تدخل خارجي في سورية لدى حل مسألة الحفاظ على وحدتها، مشيراً إلى أن هدف موسكو في سورية هو حماية السلطة الشرعية ومحاربة الإرهاب هناك.
وخلال لقاء أجراه مع ضباط الأسطول الشمالي الروسي الذين شاركوا في مهمات عسكرية قبالة سواحل سورية، قال الرئيس بوتين، الخميس 23 شباط، إن أداء ضباط البحرية الروسية كبّد المسلحين الإرهابيين في سورية خسائر جسيمة، ما أسهم في تهيئة الظروف لمواصلة المفاوضات بين المعارضة والحكومة السورية.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن مهمة قطعات البحرية الروسية قبالة سواحل سورية جرت في ظروف معقدة، بسبب (محاولات بعض شركائنا المزعومين عرقلة جهودنا في مواجهة الإرهاب الدولي بدلاً من أن يساعدونا).
كما أكد بوتين أن ضباط البحرية الروس نجحوا في أداء مهامهم العسكرية التي جربت فيها لأول مرة أنواع مستحدثة من الأسلحة، وبضمنها النسخة البحرية من طائرة (ميغ-29) وأسلحة شديدة الدقة.
ولفت رئيس الدولة الروسية إلى أن (أعداداً هائلة من المسلحين المنحدرين من الجمهوريات السوفييتية السابقة، ومن روسيا نفسها، تراكموا في أراضي سورية)، موضحاً أن معطيات الاستخبارات تشير إلى وجود حوالي أربعة آلاف مسلح جاؤوا من روسيا، ونحو خمسة آلاف آخرين جاؤوا من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة، في سورية.
وتابع: (إذا أخذنا بعين الاعتبار عدم وجود تأشيرات دخول بيننا وبين كل دول الاتحاد السوفييتي السابق تقريباً، فيتضح لنا مدى الخطورة التي يمثلها بالنسبة إلى روسيا، وجود حاضنة الإرهاب هذه في أراضي سورية)، الأمر الذي يجعل أداء البحارة العسكريين الروس بعيداً عن أرض وطنهم مساهمة مباشرة في صون أمن روسيا الاتحادية، بحسب بوتين.
كما أكد الرئيس بوتين أن موسكو لا تنوي التدخل في شؤون سورية، قائلاً: (الوضع هناك معقد، لكن كلما كان انتقال البلاد إلى تسوية سياسية سريعاً، ازدادت فرص المجتمع الدولي للقضاء على عدوى الإرهاب في أرض سورية، وهي مصلحتنا الحيوية. لكننا لن نتدخل في شؤون سورية الداخلية، ويجب أن لا نفعل ذلك، وليس هذا هدفنا، فكل هدفنا هو ضمان استقرار السلطة الشرعية وتوجيه ضربات قاضية إلى الإرهاب الدولي، وهذه هي نقطة انطلاقنا في بلورة أهدافنا).
وأضاف: (نحن نعرف سورية دولةً علمانية متعددة القوميات والطوائف الدينية. ظلت هكذا على مدار عقود طويلة، وكان ذلك ضماناً لوحدة أراضي هذه البلاد. وهذا ما سنسعى إليه، مع أن القرار الحاسم يعود إلى السوريين أنفسهم).
وشدد الرئيس الروسي على ضرورة عمل ما يمكن عمله لمنع أي تدخل خارجي في سورية لدى حل مسألة الحفاظ على وحدة أراضي البلاد.