الحزب الشيوعي اللبناني:نحيّي هبّة المقدسيين
أصدر الحزب الشيوعي اللبناني بياناً حول الأحداث الأخيرة في القدس، جاء فيه:
إن ما جرى ويجري اليوم في فلسطين، وبالتحديد في القدس المحتلة، يؤكد بما لا شكّ فيه الطبيعة العدوانية والعنصرية للاحتلال الصهيوني، الذي يتغذى من حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، ومن صمت الأنظمة العربية وتواطئها المتماديين معه. لقد استفاد العدو الصهيوني من نتائج قمة الرياض الأخيرة بعد إعلان سياسة التطبيع والتحالف معه، فاندفع في هجمته متخذاً إجراءات امنية مفتعلة في القدس، وهي ليست سوى استكمالٍ لسياساته الاستيطانية المنهجية، المتمسكة بمصادرة الأرض والتاريخ، بهدف شطب الهوية العربية ونزعها عن القدس وسكانها.
إن المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني، إذ يدين هذه العدوانية الإسرائيلية المتوحشة ضد الشعب الفلسطيني، يحيّي الهبّة الشعبية التي قام بها المقدسيون، ومن ورائهم الشعب الفلسطيني، متجاوزين حالة الانقسام، والتي ساهمت في إعادة تصويب القضية في الاتجاه الصحيح، ضدّ عدو مغتصب لا يفهم ولا يواجه إلّا بالمقاومة.
لقد عبّر الشعب الفلسطيني بصموده ودفاعه عن الأقصى، عن إرادته وقراره بالتصدي لتلك الهجمة الاستيطانية، ما يستوجب من كل القوى الوطنية على الساحتين الفلسطينية والعربية، العمل لدعم هذا الصمود وتطوير الانتفاضة، كي تشكل الردّ الطبيعي على الممارسات الصهيونية، ومحاولاته لتصفية القضية الفلسطينية.
إن تحرير جرود عرسال من الإرهاب على أيدي المقاومة الاسلامية والجيش اللبناني، في ظل احتضان ودعم وطني وشعبي، يطرح مجدداً أمام اللبنانيين أولوية التصدّي المشترك للمخاطر الخارجية المتأتية من المشروع الأمريكي- الإسرائيلي وأدواته، من أنظمة وقوى سياسية ومجموعات إرهابية، وفي هذا الإطار، يحييّ المكتب السياسي للحزب كل الشهداء الذين سقطوا في معركة تحرير جرود عرسال، ويدعو إلى ضرورة استكمال تحرير باقي الجرود، وضرب أي قاعدة أمنية ثابتة للإرهاب وتجفيف منابعه، كما يشدد أيضاً على ضرورة استمرار التصدي للخطر الداخلي، النابع من النظام الطائفي- المذهبي، ومن الخطاب المذهبي لبعض القوى السياسية اللبنانية، الساعية لضرب البعد الوطني لهذه المعركة، لتحسين موقعها في المعادلة الداخلية.
وفي الإطار ذاته، يدعو المكتب السياسي كل الشيوعيين والوطنيين للتصدي لأي عمل إرهابي دفاعاً عن قراهم، والعمل بشكل مشترك من أجل مواجهة هذه المخاطر الداهمة وفق برنامج واضح ورؤية وطنية موحدّة.
واستكمالاً لمنطق المواجهة نفسه، فإن الحزب يقارب موقفه من سياسات السلطة الحاكمة، في الملفين الاقتصادي والاجتماعي، بقدر كبير من الإدانة الصارخة، ويعتبر الحزب أن إقرار سلسلة الرتب والرواتب، قد جاء بفضل النضالات النقابية والشعبية المتواصلة على مدى خمس سنوات، معرباً عن إدانته لسياسة التمييز بين القطاعات وشق الحركة النقابية، وإلغاء ما تبقى من دولة الرعاية الاجتماعية.
كما يؤكد المكتب السياسي أهمية أن يتضمن قانون إيرادات السلسلة خروقات نسبية مهمّة في بعض جوانب السياسة الضريبية- كاستحداث ضريبة على التحسين العقاري، وتصحيح احتساب الضريبة على الفوائد التي تجنيها المصارف من اكتتاباتها بسندات الخزينة، التي جاءت أيضاً بفضل التحركات النقابية والشعبية، داعياً الى رفعها والتوسع بها رافضاً الضرائب غير المباشرة التي تطول الفقراء.
المكتب السياسي للحزب للشيوعي اللبناني