كي لا ننسى..قاسم رضوان مناضل كرس حياته من أجل مستقبل الوطن
لا أحد يعلم متى وُلد الشيوعي قاسم رضوان، إلا أن انتسابه إلى الحزب الشيوعي السوري في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، وهو بعد في لواء اسكندرون قبل مؤامرة سلخها عن الوطن الأم سورية، يقدم أساساً للافتراض أنه ولد ما بين عامَي 1910 و1915.
انضم قاسم رضوان إلى صفوف الحزب الشيوعي منذ كان يافعاً، وفي فترة معقدة جداً من تاريخ سورية، التي كانت ترزح تحت عبء الاحتلال الفرنسي، وكانت الفاشية قد سيطرت على ألمانيا وإيطاليا، وبدأت تسعى للتوسع مفتشة عن أسواق لها، في وضع عالمي كان تقاسم الأسواق في العالم قد جرى بين الدول الكولونيالية الكبرى، وكانت فرنسا تسعى لضم تركيا إلى صفها، فعملت على إغرائها بإعطائها لواء اسكندرون، هذا الجزء الغالي من الوطن.
في هذه الظروف الصعبة جداً التي مرت على البلاد، انتسب قاسم رضوان إذاً إلى الحزب الشيوعي السوري، الذي كان يخوض النضال الوطني إلى جانب القوى الوطنية الأخرى، من أجل استقلال البلاد.
ويتحول هذا الشاب تدريجياً إلى مناضل حازم ضد المؤامرات التي كانت تحاك على البلاد السورية، ومن أجل مصالح الكادحين.
وقد أهّله نشاطه هذا الذي لا يهدأ إلى أن يصبح مسؤولاً لمنظمة الحزب في اللواء، لقد قاد هذا الشاب نضال الشيوعيين في اللواء ضد مؤامرة تتريكه، بيد أن نجاح هذه المؤامرة وضم اللواء إلى تركيا، جعلته مثل الكثيرين ينزح عن مدينته، ويتجه إلى اللاذقية، ثم يقرر السكن النهائي في حمص، حيث لم ينتظر كثيراً، بل انضم مباشرة إلى صفوف منظمة حمص الناشئة آنذاك، ولقد كان له إسهام ودور هام في تطوير المنظمة كما يروي المناضل الشيوعي ظهير عبد الصمد.
لقد كرس قاسم رضوان كل جهده لخدمة قضية الحزب، وأعطاها كل ما يملك، قدم منزله للمنظمة، وكانت تجري فيه لقاءات الشيوعيين، الذين كانت تلاحقهم أجهزة القمع الفرنسية هناك، مما عرضه للمساءلة والضغط والملاحقة. وقد انتقل هذا الشيوعي فيما بعد إلى لبنان، وارتبط مع الحزب الشيوعي اللبناني، الذي كانت تربطه مع الحزب الشيوعي السوري روابط وثيقة، وكانت قيادة هذين الحزبين واحدة في تلك الفترة من تاريخ كلا البلدين.
لقد بقي هذا الشيوعي مرتبطاً بقضية الشيوعية حتى أواخر حياته، ولم يفقد أمله أبداً في انتظار مثله التي شكلت بالنسبة له محتوى ومغزى حياته.
إن الأجيال الجديدة من الشيوعيين والوطنيين يجب أن تذكر بحب واحترام كبيرين أولئك المناضلين الذين أعطوا زهرة حياتهم، من أجل أن يكون مستقبل الوطن أفضل وأكثر ازدهاراً، وإلى هؤلاء المناضلين، كان ينتمي قاسم رضوان، الشيوعي والوطني السوري، ابن لواء إسكندرون السليب.