صرخة الموظفين..أعيدوا المعتمدين وخذوا صرافاتكم الآلية
ليس من يعيش هذه الحياة ويتنعم بحلاوتها كالذي مات ودفن وحرم كل متاع الدنيا.. وليس من سكن القصور وتقلد بالذهب كالذي حلم أنه امتلك قصرا وتقلد ذهباً.. وليس من امتلك سحر الحياة التكنولوجية الحديثة وترجمها إلى واقع حضاري مثمر لكل الناس كالذي اكتفى بوضع الصرافات الآلية لتواكب فقط ركب الحضارة لكن دون جني الثمر…
أتى تركيب هذه الصرافات في خطوة شاملة وقوية من الدولة السورية للحذو حذو الدول المتطورة التي أدخلت الحاسوب في كل مجالات الحياة بأجمعها.. وانها لخطوة مباركة وتشعر الموظفين بأنهم على خطا أهم الدول المتطورة والتي ألغت المعتمدين والمحاسبين الذين كانوا يتولون مهمة تقبيض الرواتب لجميع العاملين في مؤسسات الدولة.. ولكن ماالذي جعل موظفي الدولة السورية يضيقون ذرعا بما أفرح قلوبهم سابقا ويطالبون بعودة معتمدي الرواتب، فهم خير وأحسن وأبقى من الصرافات الآلية؟؟ أوليس من المستهجن رفض ما توصل إليه العلم من خدمات جليلة تسرع شؤون الناس، والمطالبة في الوقت ذاته بالعودة إلى الوسائل البدائية..
لا,ليس من الغريب أن يطالب الموظفون بعودة المعتمد عندما يقفون طوابير وبالساعات بانتظار دورهم للحصول على رواتبهم.. وما يتبع كل ذلك من تعطيل لأعمالهم وأشغالهم غير التعب والإرهاق تحت أشعة الشمس الحارقة صيفاً والمطر والبرد شتاء..
كما أنه ليس من المستهجن, الحنين والشوق إلى أيام المحاسب أو المعتمد عندما تكون لغة الصراف الآلي تستقبل المواطن بعبارة (عذراً.. الصراف الآلي خارج الخدمة حالياً). أو ربما يعمل ذاك الصراف بعد اتباع كل الخطوات لسحب مبلغ ما بعبارة (توجد مشكلة في الصراف يرجى التوجه إلى صراف آخر). وعلى الرغم أن المصرف العقاري ومثله التجاري يمتلكان شبكة واسعة من الصرافات إلا أنه قل أن يجد المواطن صرافات في الخدمة على مدار ال 24 ساعة.
تحدثت احدى الموظفات عن معاناتها ورحلتها أمام الصراف كل شهر، فهي تضطر إلى الانتظار يومياً في الطوابير كي تقبض راتبها، وقد يصل بها سوء حظها أحياناً ن تقبض الراتب في العاشر من الشهر, فإما الصراف خارج الخدمة أو ينتهي الرصيد عند وصولها للقبض.
أما بعض الموظفين فقد أرجعوا مشاكل الصرافات وما يحصل في عملها من فوضى إلى الأعطال المستمرة، اضافة إلى الأوضاع الأمنية التي أخرجت معظم الصرافات في المناطق الساخنة عن الخدمة، وقد أدى ازدياد المهجرين إلى الضغط على المصارف الباقية ولتأتي الأعطال وانقطاع التيار الكهربائي تتمة لمأساة ما يسمى بالركب الحضاري (الصرافات الآلية)!!…
لماذا لا يُدرس مشروع لتنظيم عمل الصرافات الآلية بشكل يضمن السرعة في العمل وانجاز أعمال البشر بسرعة أسوة بالدول الغربية المتطورة؟ فنحن مثلهم لدينا صرافات ولكن هي شكل بلا جوهر, جسد بلا روح.. لماذا لا تغذى تلك الصرافات بمولدات خاصة لا تنقطع عنها الكهرباء؟ولماذا كل تلك الأعطال ونحن لدينا جيش من المهندسيين الأكفاء؟؟
أما كفانا القاء اللوم على الظروف الأمنية للبلد؟ كفانا استرخاء وراحة.. فالمرحلة تحتاج إلى أفعال ولا أقوال.. لا نريد المزيد من التبريرات والأعذار التي مللتم أنتم من ترديدها فكيف حال المواطن الذي وصل إلى مرحلة صم السمع عنها؟.
قليل من التنظيم لعمل الصرافات الآلية مع سرعة مبرمجة لإصلاح كل الأعطال، كل هذا يضمن سير العمل على أكمل وجه ليشعر المواطن أن الصرافات في بلده تعمل كما تعمل الصرافات في البلدان الأخرى..
خطوة لاراحة القلوب التي أنهكها الانتظار لقبض الرواتب.. وكي لا يستغيث الموظفون ويطالبوا بعودة المعتمد أو المحاسب، فهو على حد قولهم أفضل وأحسن من الصرافات الآلية فهو يعمل بلا انقطاع وبلا كهرباء وبلا أعطال…