إجماع دولي على تأييد الجهود السلمية.. لكن!

 كان الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، مناسبة لإظهار تأييد الدول الأعضاء للجهود الدولية السلمية لحل الأزمة السورية عبر الطرق السياسية.. هذا ما أكده لا مندوبو الدول الكبرى فحسب، بل جميع المتحدثين على المنبر الأممي.. هذه المواقف المؤيدة للجهود السلمية، ترافقت مع إدانة الإرهاب، وأهمية مكافحته في سورية والعراق من خلال جهود دولية ضماناً لعدم تشظيه إقليمياً ودولياً.

ممثلو الدول الكبرى – الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي- أبدوا ترحيبهم بنتائج لقاءات أستانا، وضرورة استئناف مسار جنيف واستئناف الحوار بين السوريين.

المحللون السياسيون رأوا أن تبدلاً واضحاً قد طرأ على مواقف العديد من الدول الأوربية بعد الصمود البطولي الذي أبداه الشعب السوري وجيشه الوطني في مواجهتهم للغزو الإرهابي، والتقدم الكبير الذي يحرزه الجيش السوري في الميدان، خاصة بعد فك الحصار على مدينة دير الزور، واستعادة المطار، وعبور نهر الفرات لملاحقة الإرهابيين على الضفة الأخرى.. هذا الإنجاز الذي يمثل بداية نهاية الغزو الإرهابي لبلادنا.

لكن الشعب السوري خبر جيداً أقوال البعض، وأفعالهم، ففي الوقت الذي يؤكدون فيه مكافحة الإرهاب في سورية، تتولى دولهم دعم الإرهابيين، وتعرقل عمليات القضاء عليهم، بل تقوم بتهريب قادتهم إلى مناطق أكثر أمناً، بعد ضربات الجيش السوري لأوكارهم، واكتساح المواقع التي كانوا يسيطرون عليها.. وهذا ما تفعله، مثلاً، الولايات المتحدة اليوم.. إنها تفعل المستحيل لحماية الإرهابيين ومنع تقدم الجيش السوري في دير الزور، خاصة باتجاه المناطق التي تضم الآبار النفطية الكبرى.

صحيح أن المواقف السياسية التي ظهرت في الندوة الدولية تعني تطوراً في الموقف الدولي، لكن الشعب السوري، الذي دفع خلال سبع سنوات أغلى ما يملك دفاعاً عن بلاده، يحتاج إلى أكثر من أقوال.. فمازال الحصار الاقتصادي الذي فُرض على سورية قائماً، ومازال مبدأ العقوبات سيئ الذكر سلاحاً بأيدي الإدارات الأمريكية والأوربية مسلطاً على المؤسسات السورية والأفراد، ومازال جوهر تأييد العملية السلمية (غائماً).. ويفتقد المبادئ الأساسية التي تؤكد حق المواطن السوري وحريته في اختيار مستقبل بلاده، وقادته دون تدخل أو إيماء أو ضغوط من أي طرف أجنبي.

شعبنا مفعم بالأمل، خاصة بعد إنجازات جيشنا الوطني، وهو مصمم أكثر من أي وقت مضى على حقه، وحريته في بناء مستقبل بلاده، من خلال حوار وطني يضم جميع السوريين، بهدف التوافق على سورية المستقبل، الديمقراطية.. العلمانية.

العدد 1140 - 22/01/2025