الصحافة تغرق.. فهل من مخلّص؟!

 كما هي العادة، لم تغب قضية دعم الإعلام نظرياً عن خطط الحكومات المتعاقبة خلال سنوات الأزمة السورية، ولكن ما الذي كان يحدث على أرض الواقع؟

بالرغم من الدور الهام والأساسي الذي تلعبه وسائل الإعلام السورية في إبراز الوجه الحقيقي للأحداث في سورية، وبالرغم من معاناة هذا القطاع كغيره، من أزمات مالية واقتصادية، بسبب الحرب والحصار الذي تعانيه بلادنا، إلا أن الدعم الحكومي المقدم له لم يتعدَ بضع كلمات ثناءِ وشكرِ لا أكثر، واستمر العمل بمبدأ (أذن من طين وأذن من عجين)، ضاربين بصرخات الاستغاثة التي تطلقها وسائل الإعلام عامة، والصحافة بشكل خاص، عرض الحائط، وقد أدى التدهور المالي لوسائل الإعلام إلى انسحاب الكثيرين منها من هذا المجال.

لطالما كان الإعلام أحد أهم الأسلحة التي استُخدمت في العدوان على سورية، ولطالما امتلكت وسائل الإعلام المعادية قدرات مالية ضخمة، مكنتها من الوصول إلى كل شارع ومنزل، وكل فرد، وقدراتها الفائقة، مكّنتها من تزوير الحقائق والقيام بدور تحريضي ونشر الفتن في كثير من الأحيان، فكيف ستستطيع وسائل الإعلام السورية الوطنية مواجهة كل هذا الضخ المالي والإعلامي المعادي؟

كيف سيستطيع إعلامنا الهش مالياً أن يواجه وأن يصمد في ظل كل هذه الظروف، وهو غير قادر في بعض الأحيان على توفير أبسط المتطلبات لاستمرار وجوده؟

إن الجميع يعلم بأن العامل المالي هو العصب الأساسي لاستمرار عمل وسائل الإعلام وتطويرها وإبرازها محلياً ودولياً، فما الحل في مثل هذه الحالة التي تعانيها وسائل الإعلام في سورية؟

إن الحكومة تدرك تماماً دور هذا القطاع وأهميته في نشر الوعي وتحصين العقول ضد المفاهيم المغلوطة المراد زرعها في عقول السوريين، ويجب عليها أن تعمل على تقديم دعم كافٍ لهذا القطاع.

إن تأمين الدعم المالي لوسائل الإعلام، وخاصة الصحافة السورية بكل أشكالها، العامة والحزبية والخاصة، هو أمر واجب على الحكومة، أسوة بدعمها لباقي القطاعات الأساسية، فحين نتهم القنوات الممولة خارجياً من دول معادية بنشرها للفتنة، علينا أن نواجهها بإعلام قوي وثابت ومتعدد، بإعلام محترف، قادر على الوصول إلى كل منزل، وقادر على التأثير بشكل إيجابي وتحقيق الهدف المرجو منه!

إن السكوت والرضا عن واقع الإعلام السوري هو أمر خطير، خاصة أن القوى المعادية لا تنفك عن تطوّر ذاتها يومياً وتغتني بتقنيات متطورة جداً، لعل الأوان لم يفت لتصبح لدى سورية قوة إعلامية قادرة على المواجهة والتأثير وإقناع ملايين الراغبين بإعلام وطني حقيقي.

ادعموا الصحافة السورية، وأخرجوا وسائل الإعلام من هذا الركود، أعيدوها إلى الحياة، أعيدوها إلى التأثير!

العدد 1136 - 18/12/2024