تقاليد السوق.. وأخلاق السوريين! اتركوا لنا سمعة السوري في العالم..
روى أحد الضباط الفرنسيين، الذين كانوا يخدمون في جيش الاحتلال الفرنسي في سورية أيام الاستعمار الفرنسي، أنه دخل متجراً للقماش في أحد أسواق دمشق، وكانت زوجته معه.
عرض لهما البائع مجموعة عيّنات من القماش الجميل الذي أعجب بعضه زوجة الضابط، فقررا شراء قطعة منه وقع الاختيار عليها. وبالفعل لفّ البائع قطعة القماش وقدمها لهما، فدفعا الثمن ومضيا خارج المتجر، وبعد لحظات لحق بهما البائع وقال للضابط:
دفعت ثمن القماش من النوعية الجيدة، وأخذت من النوع العادي.. خذ.. هذا هو فرق السعر من حقك!
وأعاد البائع للفرنسي نقوده!
ومن أخلاق السوق في سورية أن التجار يقدمون لباعة المفرق المبتدئين بضائعهم بالتقسيط، إذ يمر مندوب التجار على البائع ويأخذ منهم كل خميس قسطاً من ثمن البضاعة التي زوده بها التاجر، وتسمى هذه الأقساط بالخميسية.
وعندما يقع البائع أو التاجر في عجز، فإنهم يجمعون له تبرعات تعينه على تجاوز عجزه.
ومن أخلاق السوق في بلادنا:
الغش حرام، حرام أمام الله والوطن!
الاحتكار حرام، حرام أمام الله والوطن!
الميزان للشاري، واللعب بالوزن حرام أمام الله والوطن.
جودة البضاعة في صلب السمعة.
وكان البائعون في أسواقنا يعلقون في صدر متاجرهم لافتة كتب عليها:
القناعة كنز لايفنى!
على هذا الأساس، لم يؤسس السوق في تاريخ الحياة الاقتصادية والاجتماعية في سورية إلا لأخلاق تليق بسمعة السوري داخلياً وخارجياً، وحتى تجارياً في لغة العرض والطلب.
ما الذي يجري هذه الأيام؟!
هل سُرقت أخلاق السوق الشهيرة والرائعة ورميت في البحر؟!
من سرقها، ومن يريد تشويهها؟!
ثم: ألا يحق للسوري أن يطلب، وهو في خضم الحرب الضارية على وجوده وكيانه وهويته:
اتركوا لنا سمعة السوري في العالم!
نعم اتركوا لنا سمعة السوري في العالم، أيها الغشاشون والمحتكرون والفاسدون!