دمشق.. متى يكون طابور الدور جميلاً؟
الوقوف في الطابور قضية معروفة في العالم..
ولاتخلو مدينة من أن تعيش لحظة من اللحظات يتسبب فيها حادث معين بوقوف الناس في طابور من أجل الحصول على سلعة معينة، أو الركوب في وسيلة نقل محددة، أو لأي غاية أخرى!
ومن الطبيعي، عندما يزداد الطلب على سلعة ما في وقت واحد، أن يكون الحل بالطابور، لأنه ينظم الدور، ويكفي المزدحمين شر المشاكل.. والطابور عرفته أوربا في الحرب العالمية الثانية بكثافة، وروى أحد الدبلوماسيين العريقين وهو الدبلوماسي الراحل رفيق جويجاتي أنه شاهد الطوابير على الخبز أثناء الحرب في لندن وغيرها من مدن أوربا، وكان يقف في الطوابير مختلف فئات الناس ومنهم شخصيات مهمة ومسؤولة، وكانت حصة الفرد تساوي (رغيف حاف) في لهجتنا الدارجة.. وأضاف الدكتور جويجاتي، رحمه الله:
– في بلادنا نأكل الرغيف الحاف قبل أن يأتي دورنا في الطابور، أو قبل أن ينتهي تحضير الطعام!
والطوابير الآن كثيرة في سورية.. وقد نتجت نتيجة الحرب والحصار على الشعب السوري، ومع ذلك فكل شيء موجود في الأسواق..
المهم..
لايعيب السوريين ولا غيرهم الوقوف في الطابور، بل على العكس، هو حل معقول لأي أزمة تقع فيها إحدى السلع من خبز ومازوت وغاز وبنزين وحتى (الصراف الآلي) في آخر الشهر..
لكن ماذا تقولون عندما تسمعون أن هناك طابوراً بجانب صالة المسرح؟ إنها ظاهرة وقعت قبل أيام، أي الوقوف في الطابور من أجل حجز كرسي لحضور مسرحية أخرجها الفنان الكبير أيمن زيدان!
وهنا لابد من سؤال:
متى كان يقف الناس في الطابور من أجل المسرح؟
هذا لايحصل إلا نادراً..
هل يمكن القول إن الفنان أيمن زيدان تمكن في آخر السنة من إعادة الاعتبار لطابور المسرح؟! بل وأعاد الاعتبار للتمديد للمسرحية.. والأهم أن الناس لم تتضايق.. بل كان هناك رغبة في حجز مقاعد للعروض مما اضطر إلى تمديد المسرحية..
هذا لايعني أن هناك إشارات واضحة لتفعيل النشاط المسرحي وحسب، بل يعني شيئاً آخر على غاية الأهمية أن الحرب على سورية لم تتمكن حتى من إيقاف النشاط الفني، فالسوريون يذهبون إلى المسرح رغم الحرب، ويغنون رغم القذائف، ويشيعون الشهداء داخل الحقول التي يعملون بها، أما الطابور، فهو شكل، وكان له هذه المرة أكثر من معنى.