دعاء وطني في شهر رمضان المبارك.. يا الله… سورية بين يديك!

دعت صفحة (يوميات قذيفة هاون في دمشق) على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، إلى (الدعاء لابن السيدة هبة مظيان التي استشهدت في ساحة عرنوس في دمشق ) قبل نحو أسبوع..

وقالت الصفحة وهي توضح سبب الدعاء: (يوم السبت لديه عملية..)..

وكانت ساحة عرنوس قد شهدت مأساة محزنة، حيث أدت قذائف الهاون التي نزلت على عدد من أحياء دمشق، مساء 16 حزيران 2015 إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، ومن بين الشهداء عفّت صاري، وهي أم للشهداء الشابات والشبان: هبة مظيان وحسين مظيان وتسنيم الفرخ وحسين ورؤى صاري وغيرهم..

وعلى جدران شوارع دمشق قرأنا نعية جماعية لهذه الأسرة، وهي نعية مؤثرة قرأها السوريون وهم يسيرون على أرصفة الشوارع ينتظرون انفراجاً ما ينهي هذه الحرب الدموية التي دخلت عامها الخامس!

واليوم نقرأ مطالبة بالدعاء لابن الشهيدة هبة، الذي سيتذكر عندما يكبر أنه نجا من مأساة ذهب فيها ستة شهداء من أسرته،  فكم شهدت شوارع المدن السورية قوائم بالشهداء والجرحى نتيجة الحرب، وكم سمعنا وقرأنا مطالبات بالدعاء للجرحى على مواقع الإنترنت وفي مختلف وسائل الإعلام!

بطبيعة الحال، فإن كل من يقرأ ذلك، سيدعو الله بالشفاء للجرحى، وبالرحمة لمن رحل عن هذه الدنيا، ولكنه لن يمشي دون أن يفكر جدياً بوطنه، ومن جهتي استوقفني قبل الدعاء تساؤل مهم يتعلق بالعبارة التي سأقولها في دعائي، فإذا أنا أمام ضرورة صياغة لدعاء وطني أعجز عنه، فهل من السهل كتابة دعاء خلاص لوطن يتألم وينزف كل يوم؟!

نعم نحن بحاجة إلى صياغة دعاء وطني، فمن طرح هذا السؤال على نفسه مثلي؟ وما هي الطريقة المثلى لكتابة هذا الدعاء؟..

كتبت عدة كلمات..

كانت العبارة الأولى التي راحت تفرض نفسها علي تحمل رجاء من الله أن يرحم الشهداء، وأن يعافي الجرحى، وأن يخلص البلاد مما نحن فيه..

كانت عبارة صادقة، لكنها عادية.. شغلتني العبارات الأخرى التي أردت استبدالها بها. كانت عبارات تتردد بين حين وآخر، وبطبيعة الحال كانت صادقة.. فالشهداء يستحقون الرحمة والجرحى يستحقون الشفاء والناس يستحقون الخلاص..

هي معادلة راحت تدور في صدري إلى أن وجدت العبارة التي رفعتها بصدق نحو السماء:

يا الله… سورية بين يديك!

العدد 1136 - 18/12/2024