الصفحة الأولى لدفاتر طلاب المدارس!

 استيقظ تلاميذ سورية وطلابها باكراً صباح الأحد الماضي.

غسلوا وجوههم بندى صباح الوطن.. ففي كل صباح يغسل السوريون وجوههم وقلوبهم بندى الوطن الجريح..

يا ألله كم تصبح الوجوه والقلوب نظيفة صافية طيبة عندما تغتسل بندى الصباح السوري!

خرج التلاميذ والطلاب إلى أول درس من دروس السنة، وفي أول الدروس تتعرف على جيرانك في المقعد، وعلى وجه مدرّسك الجديد، وتسمع كلاماً عن شيء جديد، ومثل هذا الدرس لاينساه الطالب أبداً..

يعرف هؤلاء أن وطنهم يحارب عن كل العالم، ويعرفون جيداً أن الحرب حولهم وحواليهم، وأن الموت قد يهطل عليهم في المدارس والجامعات والحدائق والبيوت، بين لحظة وأخرى، فلا يكترثون..

تراهم يحملون حقائبهم الملونة، وفي داخل حقائبهم كتب ودفاتر ورغيف أسمر مدهون بالزيت والزعتر، يمشون في شوارع مكشوفة للحرب والفساد والغش والمصير المجهول، يمشون.. ويصرون على ترديد أغنية الضمير الخالد: (أبت أن تذل النفوس الكرام)..

سنبوح لكم بسر..

في حقيبة كل طالب وتلميذ سوري ذهب اليوم إلى المدرسة دفتر مازال أبيض مثل زهرة ياسمين، دفتر لم يكتب الطلاب شيئاً مدرسياً عليه.. على هذا الدفتر كتب كل منهم على صفحته الأولى كلمة واحدة مرسومة بالأزهار، أتعرفون ماهي؟!

يالها من كلمة عظيمة..!

أتعرفونها؟

هي ليست من الأسرار التي يجب إخفاؤها عنكم، فهم أولادكم وأولادنا على كل حال، وما يكتبه أبناؤنا على دفاترهم يشبه صيحة القلب والضمير معاً، وهذه الصيحة تنقلها الأجيال جيلاً بعد جيل..

ما يكتبه أبناؤنا يشبه صراخ الموجوع في  الزمن الصعب، وهذا الصراخ تحمله الملائكة إلى عدالة السماء مستنفرة.. يشبه دمعة أم بكت ألماً على رضيع جائع، أو على أنين مريض بلا دواء، وهذا البكاء تسمعه الأرض والسماء.. تصغي إليه جيداً!

هذا الصراخ يشبه دعاء العبد اللحوح، والله يحب عبده اللحوح كما تعلمنا من النبي الذي نحب رسالته عن المحبة والسلام.. 

أتعرفون ماهي هذه الكلمة؟

ليكن..

سنقرؤها معاً، فعلى كل دفتر من دفاتر أبنائنا الذين ذهبوا إلى المدارس كتبت حروف الكلمة المقدسة: سورية..

العدد 1140 - 22/01/2025