جيشنا يحرز نجاحات هامة في مواجهة الإرهاب
خيبة في صفوف مستثمري العدوان الأمريكي
راهنوا كثيراً على مفاعيل العدوان الأمريكي على سورية، بعضهم راح يبشّر بعودة الروح إلى النزعة العسكرية للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، بعد (شلل) مؤقت، إثر اجتياح العراق، وبراغماتية أوباما، والبعض الآخر بشّر بنجاح الضغط التركي- الخليجي، وخاصة السعودي على الإدارة الأمريكية الجديدة التي تتأرجح تحت وطأة العزلة في الداخل، وخشية الحلفاء في الخارج، وتفاقم الدور الروسي لا في سورية فحسب، بل في المنطقة بأسرها..
ما الذي تبيّن بعد العدوان الأمريكي على سورية؟
1- استطاعت سورية وجيشها وشعبها استيعاب العدوان الغاشم ومحاصرة آثاره بسرعة أثارت حماس السوريين، واستغراب (الشامتين) فقط، بل شدّد جيش سورية الوطني من ضغطه على المجموعات الإرهابية في جميع المناطق، وخاصة في ريف حماة، فاستعاد جميع المواقع التي احتلها الإرهابيون، وكبدهم خسائر كبيرة، في الوقت الذي كانت تُدَكّ فيه مواقع النصرة في القابون وبرزة بريف دمشق، وكان يجري فيه استكمال تحقيق المصالحات الوطنية في حي الوعر بحمص، وتنفيذ اتفاق المدن الأربع كفريا والفوعة والزبداني ومضايا.
2- وقف الحلفاء الروس إلى جانب سورية وشعبها، فإضافة إلى تعزيز وجودهم العسكري في المنطقة، وإعلان نيتهم تعزيز القدرات الدفاعية للجيش السوري، بهدف صدّ أي عدوان أمريكي آخر، لجؤوا إلى ترويض الاندفاع الأمريكي بواقعية واقتدار، مما أعاد المسألة السورية إلى طاولة الحلول السلمية، التي تقودها بطبيعة الحال الدبلوماسية الروسية.
3- أظهر وقوف الشعب السوري خلف جيشه الباسل في مواجهة العدوان الأمريكي، كم هو ضروري ومصيري تمتين هذا التحالف وتصليبه، تحسّباً لأي مغامرة أمريكية أخرى، وذلك بتحقيق حزمة من الإجراءات الهادفة إلى تلبية الاستحقاقات الداخلية، سواء تعلق الأمر بالحفاظ على كرامة السوريين، أو بتحسين شروط الحياة المعيشية، خاصة للفئات الفقيرة والمتوسطة، وإعادة تفعيل دور الحكومة في الأسواق، ومساعدة المنتجين الوطنيين على أداء دورهم في إنهاض اقتصادنا الوطني دعماً لصمود سورية.
4- ظهر جلياً أن الأمريكيين، من خلال تدخّلهم ظاهرياً (لمكافحة) الإرهاب الداعشي في سورية، يسعون إلى وجود عسكري أمريكي دائم في سورية، بالتعاون مع تركيا وآل سعود، وهذا ما يفسر سعي الأمريكيين إلى تقسيم سورية، ووقوف الشعب السوري خلف جيشه الوطني في مواجهة هذا المسعى الأمريكي- التركي- الخليجي.
5- مَن حرّض ومَن راهن ومَن (شمت) بعد العدوان الأمريكي، لم يربح، لكنه لم يخسر أيضاً، فمازلنا نؤكد عدوانية الولايات المتحدة، ومازلنا ننبّه إلى خطورة الاستكانة إلى تراجع هنا وهدوء هناك في التعامل الأمريكي مع المسألة السورية، إذ تتكثف الضغوط التركية والسعودية على إدارة ترامب وصقور الجمهوريين، والمجمع الصناعي المالي الصهيوني الأمريكي بحاجة إلى إنجاز ما.
شعبنا وجيشنا ماضيان في مواجهة الإرهاب، والعدوان الخارجي، والحلُّ لن يكون إلا سورياً على قاعدة مكافحة الإرهاب، والحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، وبناء الغد السوري الديمقراطي.. العلماني.. التقدمي.