بالتزامن مع الحرص على إحياء المبادرات السلمية..الجيش ينهي وجود الإرهابيين حول دمشق
أيام قليلة قد تفصلنا عن نهاية وجود الإرهابيين حول دمشق، إذ تدكّ جميع صنوف الأسلحة مقرات ومواقع إرهابيي داعش والنصرة جنوب دمشق، الذين رفضوا مع بعض حلفائهم مشروعاً لخروجهم، مشابهاً لما جرى في الغوطة الشرقية ودوما، في الوقت الذي يتواصل فيه خروج الإرهابيين من مناطق القلمون الشرقي، في الرحيبة وجيرود والناصرية، تنفيذاً لاتفاق مع السلطات السورية.
وهكذا سقط رهان الأمريكيين وحلفائهم بالضغط على سورية، في محاولة لردّ الروح إلى المنظمات الإرهابية التي كانت متمركزة حول العاصمة، واستخدموا من أجل ذلك كل أنواع الدعم السياسي واللوجستي، ثم شنوا العدوان الثلاثي الغادر، الذي تصدى له جيشنا الباسل ومنعه من تحقيق أهدافه.
هزيمة الإرهابيين حول دمشق، وعودة الأمن والاستقرار إلى العاصمة، وضع حداً لسفك دماء السكان الأبرياء بآلاف القذائف والصواريخ التي أطلقها الإرهابيون خلال السنوات القليلة الماضية، وفتح في الوقت ذاته الآفاق أمام عودة المهجرين من هذه المناطق، إلى بيوتهم، واستعادة دورها الاقتصادي والاجتماعي.
إن هزيمة الإرهابيين في الغوطة الشرقية والضواحي الجنوبية، وافتضاح أكذوبة (الكيماوي) التي يلجأ إليها التحالف المعادي لسورية كلما أحرز جيشنا الوطني تقدماً نوعياً في مطاردة الإرهابيين، ضيّقا المجال أمام هذا التحالف الذي سعى إلى وقف تقدم القوات المسلحة السورية، ليستثمر ذلك في أي مسعى سياسي قادم لإنهاء الأزمة السورية، وهو ما يدفع الأمريكيين وحلفاءهم إلى إفشال الجهود السلمية، خاصة بعد التلاشي السياسي والمعنوي لمعارضي الرياض، وإلى الاستمرار في دعم الوجود الإرهابي في مناطق أخرى، بهدف إطالة أمد الحرب في سورية، وهذا ما يبدو اليوم بعد الحديث عن نية الإرهابيين، في المنطقة الجنوبية من البلاد ودرعا ومناطق أخرى، تشكيل كيان (مستقل) بالاستناد إلى دعم الولايات المتحدة والأردن، والتصعيد الفرنسي بإرسال القوات الفرنسية إلى منبج، والتلميح التركي إلى وجود دائم على الأرض السورية.
المواطنون السوريون الصامدون خلف جيشهم الوطني متفائلون بانتصار وشيك على بقايا الإرهابيين، وعلى مشاريع التقسيم، وبإحياء المبادرات السلمية المستندة إلى القرارات الدولية التي تؤكد وحدة سورية أرضاً وشعباً، وسيادتها، واستقلالها، وهم يرون أن المهمة الآن هي استثمار نجاحات الجيش السوري في استئناف العملية السياسية، بالاستناد إلى إجماع السوريين وطموحهم إلى بناء سورية المتجددة.. الديمقراطية.. العلمانية، التي تضم الجميع، والتي لن ترضى بوجود أجنبي على شبر واحد من أرضها.