في ذكرى ميلاده (1870- 1922)..سيبقى لينين في ذاكرتنا

تحتفل الطبقة العاملة والشيوعيون والمضطهدون في العالم، بمرور 148 عاماً على ولادة فلاديمير إيليتش أوليانوف (لينين)، الثوري الروسي الماركسي، الذي أسّس حزباً من طراز جديد، قلب روسيا القيصيرية رأساً على عقب، وأسّس منذ مئة عام نظاماً اشتراكياً عالمياً استناداً إلى رؤية كارل ماركس، بعد أن أخضعها لظروف روسيا.

خاض لينين، الذي ولد في 22 نيسان 1870 على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، نضالاً على جميع الجبهات الفكرية والسياسية والاقتصادية، في مواجهة الرأسمالية العالمية، وأضاف إلى رؤية ماركس ما غاب عنها وظهر بعد وفاته. فالرأسمالية التي كتب عنها ماركس مؤلفه الشهير (رأس المال) تحولت إلى رأسمالية احتكارية غاشمة استعمارية فكتب لينين (الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية) موضحاً إمكانية الانتصار عليها في بلد تتوفر فيه مواصفات روسيا القيصرية التي عدّها لينين (الحلقة الأضعف).

لقد ألهم لينين ثوريّي العالم بإمكانية بناء نظام لا يستغل الإنسان فيه أخاه الإنسان، على أسس علمية لا خيالية تكتفي بتأملات وآمال، وأثبت من خلال ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى عام ،1917 التي قادها، باقتدار، أن الطبقة العاملة يمكنها تأسيس نظامها السياسي الذي سينتشل جميع الفئات الكادحة والفقيرة من بؤر الفقر والحرمان والتخلف.

لم يدّعِ لينين أن ما قدمه يشكل حلاً ناجعاً في جميع البلدان، وفي كل الظروف، بل طالب ثورتي العالم بدراسة أوضاعهم وأوضاع بلدانهم، واختيار الطريق الأنسب، مذكّراً بأن ما جرى في روسيا يعدّ حلاً مرتبطاً بظروف روسيّة محضة.

في ذكرى ميلاد لينين، كم هو ضروري استلهام الدروس والعبر من تجربته الثورية ومن تجربة الحزب الذي قاده لينين وصولاً إلى ثورة أكتوبر، وبناء دولة جديدة للعمال والفلاحين، واستمر هذا الحزب يقودها سبعين عاماً بعد ثورة أكتوبر!

وكم هو ضروري الاستناد إلى أبرز إنجازاتها الفكرية والإنسانية، وما قدمته التجربة السوفييتية من إنجازات للبشرية بأسرها، لمتابعة النضال من أجل نظام اشتراكي يعتمد على أسمى ما في التجارب السابقة من قيم سامية وثورية وأخلاقية.

العدد 1140 - 22/01/2025