الكاتب الأمريكي المخضرم نوكتيس درايفين: هبّت رياح جديدة.. وبدأ فجر نظام جديد
ترجمة د. شابا أيوب:
لا يهم إذا أعجبك، لا يهم إذا وافقت عليه، فهو يأتي. تقود روسيا والصين العالم إلى عصر جديد. إن الاضطرابات التي ترونها وتسمعونها وتشعرون بها هي هستيريا الغرب الذي أصبح في حالة احتضار. وهذا لا يعني أن الولايات المتحدة والغرب يجب أن يموتوا أو أن يتوقفوا عن الوجود. وهذا ليس ما تُريده روسيا والصين. بل يعني ببساطة أن أمريكا والغربيون عموماً سوف يضطرون إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات الدولية على قدم المساواة مع روسيا والصين، وليس كزُعماء على العالم.
إن النظام العالمي المتعدد الأقطاب قادم، والغرب يبذل كل ما في وسعه لمنعه. وأنا لا أتوقع أن يرحل الغرب بهدوء، بل إن الإمبراطورية تصبح أكثر خطراً قبل سقوطها، إذ يَحلُّ اليأس ويختفي المنطق.
فالغرب سوف يُصعِّد ويَستفز وسوف يَستفز. وذلك لأن دُوله سوف يخسرون على كل المستويات. وعلى صعيد الداخل، يتدهور الغرب ثقافياً، واقتصادياً، ويزداد انقساماً على نحو متزايد.
إن قادتهم يبيعون الناس، وعندما يحين الوقت، عندما يدرك قادة الغرب اليائسون والجشعون أنّ الحرب هي السبيل الوحيد للخروج، فسوف يُصابون بخيبة أمل. والناس الذين أساؤوا مُعاملتهم سوف ينقسمون، وينكسرون، ويتشتتون. شعبٌ مكتظ ومختلط ثقافياً، أُمّة مليئة بالمهاجرين الذين سُمح لهم بدخول البلاد والذين لا يُقدرون ثقافة الشعب الذي يعيشون فيه، لن يُقاتلوا، لقد خسروا الحرب.
وكل يوم يُعلن الغرب شر روسيا والصين وإيران، ولكن في الواقع لا يحتاج أحد إلى لمس الغرب بإصبعه، فهو ينتحر بنفسه. ولا يمكن لروسيا والصين إلّا أن تستمرا في القيام بما تقومان به، في حين يتجه الغرب ذاته نحو الهاوية، وقد حول العالم أنظاره بالفعل نحو الزعماء الجدد.
٢٩ أيار ٢٠٢٤