الناتو- آلة حرب.. أكملَ عامه الخامس والسبعين

ترجمة: د. شابا أيوب:

نشرت جريدة الشيوعي (*) في عددها الخامس (أيار-2024) مقالاً بعنوان: (الناتو – آلة حرب أكملَ عامه الخامس والسبعين) بقلم: يورديس نيلسن (Hjørdis J. Nielsen) (**)، جاء فيه:

اتخذتْ حركة السلام في كوبنهاغن إجراءات ضد آلة الحرب التابعة لحلف الناتو، في الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه في عام 1949.

لقد خلقَ الناتو الموت والدمار في جميع أنحاء العالم بسبب حروبه وتدخلاته في الانقلابات، وممارسته العنف.

في عام 1999، غزا الناتو يوغوسلافيا دون تفويض من الأمم المتحدة، وانتهكَ القانون الدولي، وغيَّرَ الحدود السابقة بالحرب والعنف. وشارك في تلك الحرب جنود دنماركيون وطائرات حربية دنماركية في التفجيرات وأعمال العنف ضد السكان.

وفي عام 2001 بدأ الناتو الحرب في أفغانستان ضد حركة طالبان. وفي عام 2021، كان على الولايات المتحدة أن تستسلم وتسحب قوات حلف شمال الأطلسي، من أفغانستان في غضون أيام، تاركة سكان البلد ليتدبروا أمرهم بعد عشرين عاماً من الحرب والدمار.

وشاركَ جنود دنماركيون وطائرات مقاتلة دنماركية في الحرب تضامناً مع الولايات المتحدة.

وفي عام 2003 بدأ الناتو الحرب ضد العراق، وأطاحَ بنظام الرئيس العراقي صدام حسين بحجة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، وهو ما لم يتم إثباته مُطلقاً. وكان رئيس الوزراء الدنماركي آنذاك أندرس فوغ راسموسن من أشد المؤيدين لخوض الحرب على أساس هذا الادعاء.

وفي وقت لاحق، أصبح أندرس فوغ راسموسن أميناً عاماً لحلف شمال الأطلسي، وفي عام 2011 شن الناتو، بقيادة أندرس فوغ راسموسن، هجوماً على ليبيا وقُتِل على أثره الزعيم الليبي معمر القذافي.

منذ عام 2011 وبعدها بعدة سنوات، أخذ الناتو زمام المبادرة لشن هجمات ومحاولات متكررة لزعزعة استقرار سورية، نُفّذتْ غالباً بدعم من إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة.

في عام 2014، تَدخّلَ الناتو في الشؤون الداخلية لأوكرانيا، وحَرَّضَ على الانقلاب ضد الرئيس المنتخب شرعياً، وفي ممارسة العنف ضد السكان الروس في أوكرانيا وإقصائهم وتهميشهم.

اليوم نرى عواقب الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ضد روسيا، تحت ستار حرب استقلال أوكرانيا.

تأسّس حلف الناتو في 4 نيسان (أبريل) 1949، عندما انضمت 12 دولة غربية إلى تحالف دفاعي بقيادة الولايات المتحدة.

في عام 1991 تفكَّكَ الاتحاد السوفييتي وأُلغيَ حلف وارسو. كان ينبغي لحلف شمال الأطلسي بعد إلغاء حلف وارسو أن يلعب الدور نفسه، لكن الناتو واصل تقدمه واليوم هناك 32 دولة عضوة في الناتو.

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وَعَدَ الناتو روسيا بعدم التوسع نحو حدودها. وقد نكثَ حلف شمال الأطلسي بهذا الوعد.

إن حلف شمال الأطلسي هو الذراع المُسلح للولايات المتحدة في مساعيها إلى الهيمنة على العالم، وهو القوة الدافعة في سباق تَسلّح جديد.

إن حلف شمال الأطلسي هو العدو الأكبر للسلام وللشعوب، وهو حلف عدواني مسؤول بشكل مباشر عن زعزعة الاستقرار والتوترات والعنف والحروب.

ويشترط حلف شمال الأطلسي على كل دولة عضو أن تدفع 2% من دخلها القومي الإجمالي لأغراض الناتو. وهذه الأموال يجري أخذها من رفاهية السكان.

 

معاهدة الأمم المتحدة ضد الأسلحة النووية

لن يُوقّع الناتو على معاهدة الأمم المتحدة ضد الأسلحة النووية، ويَمنع الناتو الدول الأعضاء فيه من القيام بذلك – وبضمنها الدنمارك. ويشكل حلف شمال الأطلسي عقبة أمام قيام مجتمع عالمي خالٍ من الأسلحة النووية.

أنشأت الولايات المتحدة ما يصل إلى 1000 قاعدة عسكرية حول العالم، يوجد على أراضيها جنود حلف شمال الأطلسي. واحدة من هذه القواعد موجودة في الدنمارك، حيثُ أَبرمت الحكومة الدنماركية اتفاقية إنشاء قاعدة عسكرية مع الولايات المتحدة. وتعمل هذه القواعد وفقاً لشروطها الخاصة خارج القواعد والقوانين الحقوقية للبلد المُضيف.

ولن تنفي الولايات المتحدة أو تؤكد احتمال وجود أسلحة نووية على الأراضي الدنماركية.  ولا بُدّ من الضغط على الحكومة الدنماركية لحملها على التوقيع على معاهدة الأمم المتحدة بشأن حظر الأسلحة النووية.

ويتعيّن على الحكومة الدنماركية أن تتوقف فوراً عن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، وأن تعمل بدلاً من ذلك على وقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات السلام في كل من أوكرانيا وفلسطين. وسينزل الشيوعيون، مع ناشطين آخرين في حركة السلام والحركة النقابية، إلى الشوارع من أجل ذلك.

عَزّزْ أيّها المواطن حركة السلام – ونَظّمْ نفسكَ مهنياً وسياسياً، وناضِلْ من أجل السلام والعدالة الاجتماعية في الدنمارك وفي العالم!

فلا مستقبل من دون السلام..

على الدنمارك أن تخرج من الناتو!

(*) جريدة شهرية يُصدرها الحزب الشيوعي الدنماركي.

(**) السكرتير السابق للعلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي في الدنمارك.

العدد 1120 - 21/8/2024