تضامناً مع الشعب الفلسطيني.. مظاهرة حاشدة في ستوكهولم

نقلها للعربية بتصرف: طلال الإمام:

شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم يوم السبت 23/12/ 2023 مظاهرة حاشدة، شارك فيها الآلاف من النشطاء.

(النور) تنشر هنا الكلمة التي ألقاها في المظاهرة هانس أوهرن Hans Öhrn رئيس لجنة أنصار السلم السويدية، وعضو في هيئة التضامن مع سورية :

يا أصدقاء فلسطين،

يا أصدقاء السلام!

أنا سعيد لأن كثيرين مجتمعون هنا اليوم، من جهة اخرى أشعر بالحزن والغضب لأننا بحاجة إلى التظاهر اليوم أيضاً. لقد سقطت الليلة الماضية القنابل مرة أخرى على غزة.. لكن حقيقة ما يحدث في غزة بقدر ما هو معروف فإنه مزيّف تماماً.

تروج وسائل الإعلام لدينا رواية أن الهجوم الصهيوني الأخير على غزة في 7 تشرين الأول (أكتوبر) بدأ عندما هاجمت حماس ما يسمّى بإسرائيل، التي لها بالطبع الحق في الدفاع عن نفسها. وفي الوقت نفسه، فإنهم يفعلون كل شيء لإسكات أصواتنا، نحن الذين نحتج على همجية الاحتلال، من خلال توجيه اتهامات باطلة ولا أساس لها ضدنا، من شاكلة معاداة السامية ودعم الإرهاب.

عندما اجتمعنا هنا للتظاهر يوم السبت الماضي، غطت وسائل الإعلام بشكل مكثف المظاهرة، لكن بالطبع ليست مظاهرتنا، وإنما تلك التي جرت في تل أبيب على خلفية مقتل ثلاثة إسرائيليين في غزة على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي، كما قيل بالصدفة، لكننا نعلم أن المحتلين الصهاينة لا يخطئون. وقتئذٍ قامت وسائل إعلامنا بتغطية واسعة النطاق لهذه الاحتجاجات بسبب مقتل ثلاثة إسرائيليين. لكن الاحتجاجات ضد مقتل ما لا يقل عن 20 ألف فلسطيني لم تذكرها وسائل الإعلام.

سقط في 6 كانون الأول (ديسمبر) آلاف الضحايا الفلسطينيين بقنابل المحتل الصهيوني، وكانت غالبية الضحايا من الأطفال والنساء.

قال الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا وغيره: (إن أفعال إسرائيل بحق الأطفال والنساء هي إرهاب موصوف ولا يوجد وصف آخر لها).

لكن ماذا جرى عندنا يوم 6 كانون الأول (ديسمبر)؟ في ذلك اليوم بالذات شارك أعضاء الحكومة السويدية، جنباً إلى جانب مع قادة الأحزاب الآخرين في البرلمان السويدي، شاركوا في مسيرة عبر شوارع ستوكهولم للتظاهر ضد ما يُزعم أنه ضد معاداة السامية المتزايدة في المجتمع. وكانت هذه هي القضية الأكثر إلحاحاً، كما تعتقد الحكومة وقادة الأحزاب. يجب أن يُنظر إلى هذا الفعل والتصريحات على أنها استفزاز ودعم للقصف الإسرائيلي على غزة.

استهل أحد قادة الأحزاب كلمته قائلاً:

(لسابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 هو أحد تلك التواريخ التي ستُحفر في ذاكرتنا وستبقى معنا مدى الحياة).

فقط 7 (أكتوبر)؟ ماذا عن الثامن من أكتوبر والتاسع والعاشر من أكتوبر وكل يوم حتى يومنا هذا حيث يستمر سقوط القنابل على غزة ويسفر عن سقوط المزيد والمزيد من الضحايا المدنيين والأطفال، هل ستظل تلك الأيام محفورة في ذاكرتنا أيضاً؟ نعم، بالطبع، نحن لا ننسى أبداً، ولكن من المؤكد أن قادة الأحزاب والحكومة السويدية سوف ينسون هذه الأمور. غير أن التاريخ سيحكم علينا وعلى الحكومة السويدية على ما نفعله اليوم وما لا نفعله اليوم.

يا أصدقاء فلسطين، اسمحوا لي أن أقتبس ما كتبته الصحفية الإسرائيلية أميرة هاس في موقع إلكتروني وهي كاتبة وكاتبة عمود في صحيفة هآرتس الإسرائيلية.

فقد قالت:

(الشباب الفلسطيني لا يقتل اليهود لأنهم يهود ولكن لأننا محتلّوهم، ومعذّبوهم، وحراس سجونهم، واللصوص الذين يسرقون أراضيهم ومصادر مياههم. لأننا نحن من نفجر منازلهم ونطردهم إلى المنفى ونحرم الفلسطينيين من مستقبلهم).

ليس كل اليهود مذنبين بارتكاب الجرائم التي ذكرتها هاس. إن المعادين للسامية الحقيقيين هم الصهاينة – هم المجرمون..

 

يا أصدقاء فلسطين!

لم تبدأ الحرب في فلسطين وغزة يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، بل بدأت في أيار (مايو) 1948 بالهجوم الصهيوني الغاشم على فلسطين واحتلالها وتشريد الشعب الفلسطيني.

يسقط الاستعمار!

من أجل القضاء على الصهيونية!

تحيا فلسطين!

العدد 1104 - 24/4/2024