الدول الخادمة لإسرائيل.. قصة موت معلن!!

فادي الياس نصار:

يزرع الفلاح الجولاني، منذ زمن الفراعنة، البواكير الزراعية حول بحيرة طبرية، ويشتهر تفاح الجولان في كل أصقاع الأرض، برائحتهِ الزكية وطعمهِ الشهي، كما تضم سلة الموسم الجولاني إضافة الى العنب، الزيتون، التين، الكرز والتوت كلاً من الحمضيات والموز، وذلك يعود الى خصوبة التربة ووفرة المياه (تقدر كميه الهطولات السنوية في الجولان ب /1200 / مليون متر مكعب) كما يعد جبل الشيخ أكبر خزان للمياه في المنطقة، وتتفجر من سفوحه العديد من  الينابيع كالحاصباني، الوزاني، الجوز، المغارة  والسريد.

وللهضبة أهمية اقتصادية كبيرة فقد اكتُشِفَ فيها حقولاً غنية جداً بالنفطِ والغازِ (في عام 2015 أعلنت شركة التنقيب عن النفط الإسرائيلية، “آفك أويل”، أنها وجدت  كميات هامة من النفط والغاز في هضبة الجولان) .

عداك عن الأهمية الدينية (في العهد القديم يذكر اسم جولان في سفر التثنية وفي سفر يشوع)، وكل هذا  ربما يبرر تمسك سلطات الإحتلال الإسرائيلي بالهضبة، لابل ودعمها وتشغيلها لمجموعاتٍ إرهابيةِ كثيرة تعمل في الجنوب السوري  (وعلى رأسها تنظيم “جبهة النصرة” المدرج على لائحة الإرهاب الدولية)  .

تلك المجموعات التي ككلب الحراسة الأمني، الذي تُغذيه وتدعمه اسرائيل، والتي تنتشر على حدودها الشمالية في قرى سفوح الجولان، تعمل وفقاً لمعادلة كان قد أعلنها وزير الحرب الإسرائيلي السابق، موشيه يعالون،عندما  توجه بخطابٍ إلى تلك التنظيمات الإرهابية قائلاً : “إننا سنهتم بحاجاتكم…وأنتم لن تسمحوا لأحد بالاقتراب من السياج الحدودي”.

تدعم دول الاستعمار الجديد (الولايات المتحدة الأميركية، بريطانيا وفرنسا ودول الناتو ومعها تركيا ونواطير الكاز) المجموعات الارهابية بالمال والسلاح والعتاد …خدمةً لإسرائيل.

دُمِرَ العراق عام 2003 بحجةٍ وتهمةٍ ثَبُتَ فيما بعد أنها كانت “مجرد كذبة”…أيضاً خدمة للكيان الصهيوني.

أُخرج الجيش المصريّ من دائرة الجيوش الوطنية المقاتلة والمقاومة للإحتلال، باتفاق كامب ديفيد في العام 1979 …وذلك خدمةً لإسرائيل.

تدفع دول الخليج سنوياً مليارات الدولارات الى الولايات المتحدة الأميركية، لقاء صفقات اسلحة، كي تحارب طواحين الهواء (في العامين الفائتين إشترت السعودية ما قيمته تسعة مليارات يورو من الأسلحة)… في حين خصص الأميركيون 3.3 مليار دولار لتحديث القوات المسلحة الإسرائيلية فقط من ميزانية عام 2019.

تنسحب الولايات المتحدة الأمريكية، من منظمة اليونسكو، إحتجاجاً منها بأن هناك توجها سائداً داخل اليونسكو مناهض لإسرائيل…فكانت خدمةً أُخرى للكيان الغاصب.

 

اعتبر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب  بداية حملته الانتخابية(السابقة 2017) ، أن الإتفاق النووى يمثل “كارثة على إسرائيل”، وبعد فوزه في الانتخابات الرئاسية ، بدأ البحث عبر عدة قنوات حول كيفية تعويض إسرائيل عن خسائرها جراء تلك الكارثة..فما كان منه إلا أن أعلن عن انسحاب بلاده من الإتفاق النووي مع إيران…خدمةً لإسرائيل.

يسكتون عندما تَقصُف إسرائيل غزة في كل دقيقة وبالاف القنابل، وعندما تستهدف المواقع العسكرية والمدنية على طول الأراضي السورية وعرضها… وكله خدمةً لحلمِ “غولدا مائير”  و”دافيد بن غوريون”.

اليوم من نافلة القول أنه يجول في المنطقة، الكثير من مخططاتٍ دول الإستعمار الجديد، الخادمة الوفية لإسرائيل، والتي تبحث عن إستسلام سوري سهل وسريع، ولاتزال تبحث عن حصة لها في كعكة إعادة إعمار البلاد، وربما سنسمع يوماً ما أنهم يريدون إعادة إعمار غزة وسوريا معاً في مشروع ضخم تشارك فيه إسرائيل، عندها سنموت بلا أدنى شك من الضحك.

العدد 1105 - 01/5/2024