حتى التوابل!!

ريم سويقات:

ما تزال الأسواق السورية تشهد ارتفاعاً جنونياً في أسعار المواد الغذائية، شمل جميع المواد الاستهلاكية من الخضار والفواكه واللحوم والبيض وغيرها، وأُضيفَ إلى القائمة ارتفاع في أسعار البهارات، ما أصاب ربات المنازل بصدمة، خاصة بعد أن وجدت ضالتها فيها كنكهة لذيذة بديلة عن بعض المكونات الغذائية الأساسية نظراً لغلاء ثمنها.

اعتادت ربّات المنازل السوريات على التفنن في إعداد أطباق من الطعام جديدة ومختلفة تُسعد بها العائلة بعد نهار شاقّ من العمل، وذلك عن طريق إدخال مكونات غذائية عديدة في الطبق الواحد، يضاف إليها نكهات متعددة من البهارات والتوابل حتى تعطي مذاقاً شهيّاً، ولكن منذ أن بدأت أسعار المواد الغذائية بالارتفاع، بدأت ربات المنازل أيضاً باعتماد ما يسمى (التقنين) وذلك بتقليل كمية الطعام بما يكفي وجبة واحدة في بعض الأسر، وكذلك الاستغناء عن بعض المكونات الغذائية المرتفعة الثمن، ولأن البهارات تضيف نكهات شهية، كما ذكرنا، بقيت ربات المنازل تعتمدها (حيلة) ترضي بها الأسرة ليبقى مذاق الطعام لذيذاً، لكن ماذا بعد ارتفاع أسعار البهارات وبعض الحبوب؟

وعن قائمة أسعار البهارات والحبوب حسب موقع (سينسيريا) فكانت على الشكل التالي:

بلغ سعر الكيلو لكل من العصفر والهيل 200 ألف ليرة، وكيلو السحلب 60 ألف ليرة، أما كيلو اللوز البلدي فبلغ 90 ألف ليرة، فيما بلغ سعر كيلو الفستق الحلبي 350 ألف ليرة، أما الزعفران فبلغ سعر الأوقية 3 ملايين ليرة، فيما كانت أوقية القرنفل 50 ألف ليرة، وأوقية الكاري 35 ألف ليرة، وأوقية الكمون 25 ألف ليرة، وأوقية الفلفل الأسود 20 ألف ليرة، وأوقية السماق 18 ألف ليرة، فيما كان سعر أوقية البابريكا 10 آلاف ليرة، أما سعر أوقية الكزبرة فبلغ 6000 ليرة،

وأوقية ملح الليمون بلغت 5000 ليرة، والسعر نفسه ثمن 3 حبات من جوزة الطيب.

عزيزي القارئ، مع هذا الارتفاع المستمر للأسعار قد يصل بنا الأمر لنتذوق مراراً آخر ربما، هل ستكتفي الحليمات الذوقية عند المواطن السوري بوظيفة تذوق أنواع محددة فقط من النكهات، وتكون النكهات التي كان قد اعتادها مجرد ذكرى يحكيها لأطفاله، هل يعقل هذا؟

أيها السادة، رغم المطالب العديدة في مقالات الصحفيين في جريدة (النور) وجرائد أخرى حول تخفيض الأسعار للمواد الاستهلاكية في جميع القطاعات لتناسب القدرة الشرائية للمواطن، إلّا أن الآذان في وادٍ آخر، فماذا بعد؟

دام عزّكم، ما رأيكم!؟